Connect with us

Culture

تاج الحاضرة …وقت التاريخ يولي حاضر

Avatar

Published

on

[simplicity-save-for-later]

سِيدْنا التاريخ بَاش يِشهدلك إلى انتِ أوّل من ألغى العبودية وفْرَض عْلم تونس
”عْلى لَتراك ونَصبُو قبلهم“.
هكا كانت الكلمة لولة بين الفريك بن عصمان و أحمد باي( 1837-1855 ) لي خاب ظنوا في ”العربان“ والفلاحين وبعض رجال الدين لي محترموش قرارو في إلغاء العبودية اللي اتّخِذو أواخر1846. هذة حكاية مسلسل شدنا الناس الكل بالبهرج و الفيانة و الضخامة لي فيه و كيما يتكتب في بداية كل حلقة  » استمدّت أحداث هذا المسلسل من وقائع تاريخية مع بعض التصرف والتطويع خدمة للضرورة الدرامية  » فهي حكاية بايات تونس و الحرملك في زمان ثورة علي بن غذاهم و زمان باي الشعب الصادق باي في عام 1849 , تدور الحكاية بالأساس على فترة حكم باي الأمحال أحمد باي( أداء : عزيز باي ) والناس الدايرة بيه من عائلة حاكمة و حكومة كبيرة جمعت خيار الناس من مصطفى خزندار (أحمد الأندلسي) لشكير خوجة خيل الباي (الشادلي العرفاوي ) , علي بن غذاهم (معز القديري) للفريك بن عصمان ( نجيب بالقاضي )و خير الدين باشا (ياسين بن قمرة ) … في مواجه عامة الشعب لي يجاهد باش يعيش في ظل ضروف صعبة من ضمنها ”عام البوبرّاك“ ما يعني العام لي ضرب فيه وباء الكوليرا البلاد وكيما وصفو أحمد ابن أبي الضياف  » قال لي بعض عقلاء العرب من أهل الخبرة: مات الثلثان وبقي الثلث  »…

سيدنا الباي كان عاشق ولهان في للة منانة( مريم بن حسين ) و كان عندو منها زوز صغيرات في الحلال أما سيدنا زادا ربي بلاه في صغيراتو بالوباء و ماتو وقت لي هو متخبي خايف علو روحو من الموت . و باش نسلو مايتقطعش تزوج بالعلجية  » تاجة  » ( عائشة قاسم ) بدبارة أمو للا عايشة (سامية رحيم ) بحكم انها بنية صغيرة و مزيانة و تملالو دارو . و في خظم لحظات محبة بين الباي و تاجة .. للا منانة قاومت و غريزتها الأنثوية محملتش تقبل ضرة ليها فاستغلت نفوذها حتى لين قتلتها …

نوعية النزاع هذا تجسدت بكثرة خاطر سي شكير زادا تزوج على للة حسينة(نجلاء بن عبد الله) أخت باي الأمحال … تزوج عليها بنية زين و عين أما عيبها لي هيا مش من مقام للة حسينة شخلاها مسلمت كان ما طيرتها من الدار ..

و في نفس السياق سي قاسم ولد الفريك بن عصمان(محمد مراد ) العاشق الولهان في عربية « الخديمة » (غادة شكا) و هو « يجي منو البايات يناسبو الخدم  » هكا قالت للا دوجة أم سي قاسم(مريم بن مامي ) .. عربية حبها لقاسم عطى وليد مزيان سماتو على إسم بوه أما خسارة تمرمد من دار لدار لحد ما قتلولو أمو … نلقاو زادة حكاية للة شريفة(وحيدة الدريدي) الي الفقر وصلها لسيدي بومردوم و لقات روحها سلعة بين الرجال …

هكا الحكاية و هذه شوية من تاريخنا حبينا ولا كرهنا .. نقاد شكرو و نقاد ذمو … الي قال سامي الفهري تحدى روحو و نجح و فما لي قال هذا تطاول على التاريخ …

العمل هذا جمع برشا مبدعين توانسة من ممثلين كبار كيما وحيدة الدريدي . نجيب بالقاضي , رؤوف بن عمر , نجلاء بن عبد الله , مريم بن مامي , مريم بن حسين , شاكرة رماح , أحمد باي … و زادة ممثلين شبان عطاو ماعندهم كيما أميمة بن حفصية , محمد مراد ,نسيم زيادية …. وجوه جديد كيما الجميلتين غادة شقا و مريم بوقديدة … 150 ممثل و ممثلة و طاقم ضخم تحت إشراف سامي الفهري في الاخراج بعد أن كان من المقرر عرضه في الوطنية 1 بإخراج لشوقي الماجري و إنتاج لنجيب عياد إلا أن تكلفة العمل سيطرت على الموقف لينتقل العمل إلى أيدي سامي الفهري ليتم عرضه في 15 حلقة على ٌقناة الحوار التونسي بعد ما تصور في المدينة العتيقة في تونس .عمل حمل بجمال الصورة لي فيه و سلاسة النص و إختيار الكلمات و المصطلحات المتناسبة مع العصر إضافة إلى اللباس إلى خلا بعض النقاد يعتبروه مجرد تقليد للسلسلة التركية المدبلجة حريم السلطان متناسين إلى تونس في يوم من الأيام كانت تحت رحمة العثمانيين ما يبرر تقارب الثقافات … كل هذا خلا العمل محل نقاش و خلاه زادا ينافس على المركز الأول في السباق الرمضاني في ظل الغياب الشديد للإنتاجات الدرامية تحت حجة الماديات و غياب الإبداع ؟ …
نص سيناري و حوار : رضا القحام
ملابس :ليليا اللخو
ديكور :غازي التميمي
قيافة و تجميل : راضيه حداد
مهندس صوت :هشام الطرابلسي
موسيقي تصويرية : مهدي المولهي
مدير تصوير :عمر بوحولة
إخراج :سامي الفهري
سوسن الجمني

Share your thoughts

Continue Reading

Culture

الهايكو: من أرض الشّمس المشرقة إلى لغة الضّاد

insatpress

Published

on

[simplicity-save-for-later]

By

بدأ الأمر بقراءةٍ عادية. كنتُ أتنقّل بين صفحات كتاب «ماتسو باشو: أعمال الهايكو الكاملة»، قبل أن أجد نفسي مأخوذًا إلى عالمٍ آخر، حيث تسكن الكلمات في صمتها أكثر مما تُنطق. كانت مقدّمة الكتاب بوابةً إلى عالمٍ شعريٍّ غريبٍ وساحرٍ. عالم يُعيد تعريف الشعر من جديد. لم أكن أتوقّع أنّ قصيدةً من ثلاثة أسطر فقط يمكن أن تحمل هذا القدر من العمق، وأن تجمع في سطورها الصمتَ والدهشة والتأمّل في آنٍ واحد. وهكذا انبثقت فكرة هذا المقال من لحظة دهشةٍ خالصةٍ. ء

نشأ الهايكو في اليابان القديمة، بين المعابد والجبال وضباب الفجر، حين كانت القصيدة مرآةً لحياةٍ متأمّلة في الطبيعة. في بداياته كان يُعرف بـ الهايكاي، شكلٌ من أشكال الشعر الشعبي، يلتقط الحياة اليومية بلمسةٍ ساخرة أحيانًا، ومتصوّفة أحيانًا أخرى. لكنّ التحوّل الحقيقي جاء مع ماتسو باشو، الذي جعل من الهايكو دربًا للرؤية لا للقول. كان باشو يرى الهايكو ككائنٍ حيّ، يتبدّل مع الفصول، ولا يكتمل أبدًا. ما يفعله الشاعر، في نظره، هو أن يمنحه شكلًا جديدًا دون أن يقطع جذره. كان دائما يُعبّر لتلاميذه بأنّ الهايكو كالماء، لا يتجمّد في شكلٍ واحد، و يعلّمهم أن الشعر ليس في الوزن ولا في الصورة، بل في طريقة النظر إلى الأشياء. أن تكتب هايكو يعني أن تنصت للعالم في لحظةٍ نقيّة، حيث تتلاشى المسافة بين العين والشيء المنظور. هكذا صارت قصيدة الهايكو، بتلك المقاطع الثلاثة (5 أصوات -7 أصوات -5 أصوات — والصّوت في اليابانيّة يُعادل المقطعَ الصوتيّ في العربيّة تقريبًا )، تمرينًا على الإصغاء والسكينة، لا على البلاغة. ومع باشو، غادر الهايكو الطرافة إلى الحكمة، والعادة إلى الاكتشاف. ء

وحين تجاوز اليابان، لم يفقد روحه بل اكتسب ألسنةً جديدة. ترجمته اللغات الغربية في القرن العشرين، ففتن شعراء الحداثة في باريس ولندن ونيويورك مثل بول إلوار وريمون كينو، ثمّ دخل الجامعات والمجلات الأدبية بوصفه نموذجًا مكثّفًا للشعر الحديث. ومع العولمة، صار الهايكو يُكتب بالإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، متجاوزًا حاجز اللغة نحو الإحساس الإنساني المشترك. ومع هذا الانتشار، تخلّى الشعراء في اللغات الأخرى عن البنية الصوتية الأصلية (5–7–5) التي يصعب تطبيقها خارج اليابانية، لكنهم حافظوا على روح الهايكو: تلك اللمحة الخاطفة التي تلتقط لحظةً من الزمن أو انفعالًا داخليًّا صافيًا. لم يعد الشكل هو المقياس، بل القدرة على الإصغاء إلى العالم في لحظة صفاء. صار يُكتب في مدنٍ لا تشبه كيوتو، ويصف فصولًا لا تمرّ من هناك. لكنه احتفظ بقدرته على التقاط اللحظة، وعلى جعل الصمت شكلًا من أشكال المعنى. ء

في العالم العربي، وصل هذا الفن متأخرًا، لكنّه وجد أرضًا خصبة في نفوس الشعراء الذين سئموا الضجيج. في الشعر العربي الحديث، نلمح أصداءه عند عزّ الدين المناصرة الذي كتب ومضاتٍ مشبعة بروح الهايكو، وعند نزار قباني في بعض نصوصه الأخيرة التي تمسّ اللحظة دون شرح. كما نجد لدى عبد الكبير الخطيبي تأمّلاتٍ تتقاطع مع فلسفة باشو في النظر إلى الوجود من بين التفاصيل الصغيرة. أما سامح درويش فذهب أبعد في صياغة تجربةٍ عربيةٍ للهايكو، تنبع من الواقع العربي وتظلّ متصلة بجذرها الشرقي. وقد أسهم مترجمون وشعراء عرب في مدّ هذا الجسر الثقافي بين طوكيو وبغداد ودمشق وتونس. أعمال عبد الكريم كاصد، محمد عضيمة، محمد الأسعد، وجمال مصطفى كانت أكثر من ترجمة؛ كانت محاولات لالتقاط النفس الهادئ الذي يتسلّل بين كلمات باشو وبوسون وإيسّا، ونقله إلى العربية دون أن يفقد شفافيته. ء

مع دخول الهايكو إلى لغة الضاد، تغيّر شيء في الطريقة التي نفهم بها الشعر. لم يعد النصّ استعراضًا لغويًا، بل لحظة وعيٍ بالعالم. فقصيدة الهايكو العربي أصبحت مرآةً لعلاقة الشاعر باللحظة، وبالزمن، وبالعزلة، وبما لا يُقال. إنّها تجديدٌ في طريقة رؤية العالم أكثر منها في طريقة الكتابة عنه. وما يثير الإعجاب أنّ الهايكو لم يُلغِ خصوصيّة الشعر العربي، بل حرّرها من ثقل البلاغة، وجعلها أكثر قربًا من نبض الإنسان. فقد كشف للشاعر العربي أنّ الجمال لا يقاس بوفرة الصور ولا بزخرفة البيان، بل بصفاء اللحظة وصدقها. أعاد إليه حسّ الدهشة الأولى أمام الأشياء البسيطة: غصنٍ يلوّح في الريح، ظلٍّ يتقلّص عند المغيب، نظرةٍ عابرة تُوقظ في القلب ذاكرة كاملة. ء

حين انتهيت من قراءة باشو، لم أعد أنظر إلى الوردة كما كنتُ أنظر إليها من قبل. فقد صرتُ أراها قصيدةً كاملة في لحظة تفتّحها، شعرت أنّ القصيدة يمكن أن تُقال في نفسٍ واحد، وأنّ الهايكو ليس مجرّد نوعٍ من الشعر، بل رؤيةٌ للحياة، طريقٌ نحو البساطة، نحو التوقّف عن الركض والعودة إلى الإصغاء.
لقد تجاوز هذا الفنّ اليابان والعربية، ليصبح لغةً كونيّةً للدهشة، تُذكّرنا أنّ الجمال لا يحتاج إلى شرح، بل إلى لحظة صدق. هو الشعر حين يلتقي بالصمت، والوعي حين يلمس اللحظة. ء

ربما لهذا السبب لم يمت الهايكو منذ قرون، بل ازداد حياةً كلّما وُلد شاعرٌ جديدٌ يراه بعينٍ مختلفة. ء

حين يهمسُ الرّيح في بستانٍ قديم
يبتسم باشو في مكانٍ بعيد
ويَكتُبُ شاعرٌ عربيٌّ… هايكو جديد

بقلم: إياد بنسليمان

Share your thoughts

Continue Reading

Made with ❤ at INSAT - Copyrights © 2019, Insat Press