Connect with us

خواطر

الحب، إن كان، فكيف يكون؟

insatpress

Published

on

[simplicity-save-for-later]

عزيزي القارئ, انا اليوم اتيت لأخبرك عن رحلة لازلت اخوضها و لعلك انت أيضا تقرا ما كتب قلمي المتواضع لتشابه الأحوال بيننا
أما بعد, فأني قد أمضيت فترة لا يستهان بها من العمر اقرأ عن هذا الشعور الذي هو أشبه بشفق الدجى. عن هذا الشعور الذي ان طاردته هرب، و ان فريت منه لاحقك
عن ذلك الشعور الذي وصفه الشاعر الفلسطيني من دير غسانة, تميم البرغوثي احسن الوصف في بيت الشعر القائل:
جديلة طرفاها العاشقانِ فما
تراهُما افترقا .. إلا ليلتَحِما
في ضمةٍ تُرجعُ الدنيا لسنَّتِها
كالبحرِ من بعدِ موسى عادَ والْتأَما
اما بعد يا عزيزي, فاني لم استدرجك من ثنايا الشبكة العنكبوتية لأعيدك بلا منفعة ترجى و لا أثر يصيب قلبك الطالب للحب ,سرّا كان ذلك أو جهرا
اما عن سؤالنا فالفلسفة و الشعر كلاهما ثريان على حد السواء في طرحهما لهذا الموضوع الشيق. فمنها الرومنسي و منها الواقعي و منها من امتنع عنه بحثا عن حقيقة مثلى. و لكن ذلك في نظري لا يستوي حتى نجيب عن السؤال الذي حمل قلبك إلينا حملا طامعا وباحثا غير منقطع عن جواب:
« ما هو الحب؟ و هل هو اسم او فعل؟ »
و سؤالي ليس من منطلق لغوي بحت بل هو بحث في نظرتنا المكتسبة عنه، أي مورثنا الثقافي. فإن أخذنا مجتمعاتنا المعاصرة, عربية كانت ام غربية, فالحب اسم و صفة و لا يكون فعلا و دع لي من الأسطر أبين رأيي أو ما اقتبسته من الفيلسوف الألماني إريك فروم
إن الحب في حاضرنا ما هو الا تصورات نستحضرها استحضارا في اذهاننا. سواءا كانت مكتسبة من افلام شاهدناها او اغان سمعناها فنحن نصطنع الحب اصطناعا و نضع محبينا تحت مجهر فاحص. فان خالفوا تلك الصورة فهم ليسو جديرين بالحب. وإن هذا لأشبه بسرير الحداد دماستيس. و هو من الاساطير الاغريقية و يسمى أيضا بالمخضع. و كان يقطع اطراف الناس او يخلعها حتى تكون في نفس قياس السرير الذي صنعه
و اما الحب في صورته هذه، و لعلك استنتجت بذاتك عزيزي القارئ، فهو غير جدير بالنجاح و لك من الواقع حكايات تكفي لتكون دليلا يشفي قلبك ان كان يبحث عن الاجابات
اما عن فيلسوفنا الالماني، الذي ذكرته سلفا، فقد كان يرى الحب فعلا و فنا. فأنت تمارسه الحياة كلها و تتعلمه تعلما. و تحب الناس غاية في الحب لا اكتسابا و لا تملكا. و الحب من هذه الزاوية يصبح محاولة منا ان نتعلم كيف نُحِب و ليس كيف نُحَب. انها فعل صادق. الهدف منه تنمية القدرة التي تمتلكها كي تحب الناس و الحياة و اي شيء… حبا صادقا
و افضل تشبيه لنا هو ان نقارنه بالفنون الاخرى. فعازف البيانو لا يكون عازفا و فنانا الا ان قضى من الوقت و الجهد ليتعلم كيف يعزف ألته كما يبنغي له. و يمنح نفسه الوقت الكافي فإن الفن, كما سبق و اشرنا, هو مساحة حرة للتعلم و الخلق من ما اكتسبناه و تعلمناه. و لا يمكن للعازف ان يزاول فنه ان لم ينتبه لصحته. فإن أصابه بسبب اهماله لذاته ,على سبيل المثال, مرض اعاق اطرافه من العزف فهو اذن قد كان العائق لذاته
و في هذا الاطار فإن ’’اريك فروم’’ يضع قواعد قد تغير نظرتنا للحب بعض الشيء و ساقتبس من الكتاب مباشرة :
 » العديد من قراء هذا الكتاب يتوقعون ان امدهم بلائحة عن « كيف استطيع ان احقق الحب بذاتي… و انا اخشى ان يصاب اي شخص يقرأ هذه الفقرة من الكتاب بالاحباط » فهو يقترح ان فن الحب يتحقق بالصبر و الإمعان في دروس الحياة و أن نفتح قلوبنا لأنها رحلة يجب أن يكون الحب فيها موجها لذاتك أولا، و للحياة بكل جوانبها ثانيا.
و انهي قولي لكم ببيت من شعر, كان و سيزال يأخذ نصيبا من قلبي:
والله لو فتشوا قلبي لما وجدوا … فيه سوى حبهم والله والله

بقلم عمر عيدودي

Share your thoughts

Continue Reading

خواطر

مذكّرات يوم لم يولد

insatpress

Published

on

[simplicity-save-for-later]

By

ء 1جانفي 1977

إن المذكرات عادة تحتوي تواريخ صحيحة و كتابات أشد صحة من التاريخ في حد ذاته فهي مشاعر كاتبها و أفكاره تستحي حبرا على الورق ..ء

لكني في مذكراتي هذه إخترت أن لا أكتب سوى الأكاذيب لذلك اخترت تاريخا ليس بتاريخ اليوم و اخترت أن أكتب عن يومي لا كما كان بل كما أردته أن يكون، هذه هي مذكراتي الكاذبة.ء

لعل أجمل ما يمكن أن يبدأ به الرجل يومه هو كوب قهوة سوداء لا سكر فيها.. فأما القهوة فهي خمر الصالحين و أم السواد فهو يليق بالرجال و أما السكر فلا شيء ألذ لي و أطيب لقلبي من أن أحتسي القهوة مرة و أنا أتذوق حلاوة عيناها ..ء

كان الصباح مشرقا .. لا سحب و لا أمطار .. و أكاد أقسم أن الدفء قد تسلل من شبابيك الدار و أخذ يدغدغ أناملي . إنه صباح جميل . كانت تغني -و هي تلف في الدار تمسح الغبار كأنما هي ترقص- موشحا أندلسيا قامت القوافي فيه مقام المجوهرات من اليد فجعل فيه نغما لذيذا ترتاح له النفوس .. و يكاد يكون بلذة صوتها و هو يبعث الحياة في الدار كما يبعث الخالق الروح في مخلوقاته ..ء

إن النهار طويل .. لكنني أتمنى أن يكون أطول حين أكون برفقتها ! بعض الناس مجالستهم دواء للروح، أولئك من يجعلون من نسبيّة الوقت أمرا واقعا ملموسا و محسوسا لا تحده معادلات الفيزياء أو تعقيدات التجارب… ء

من أنا لأخدع نفسي ..ء

كنت أظن أن من المفترض أن أكتب عن يومي .. لكن الكلمات أبت أن تطيعني .. أردت أن أخلق في هذه الجمل واقعا لا بؤس فيه لكنني قضيت الليلة أكتب و قد أخذ منّي البرد مأخذا عظيما .. لم تعد لي القهوة .. بل تفارقنا .. لم يكن اليوم مشمسا بل وكأن الغيوم بُسطت على السماء كبساط من لون رمادي قاتم … لم أسمع أي موشح أندلسي بل كان هزيز الرياح العاتية جل ما سمعت .. قضيت الليلة أكتب لكي أكتشف أن كل ما كتبته هراء أهرب به من

الواقع ربما من الأفضل أن لا أكتب… ربما كان الفراق لنلتقي.ء

بقلم: عطاء مارس

Share your thoughts

Continue Reading

Made with ❤ at INSAT - Copyrights © 2019, Insat Press