Connect with us

خواطر

حياة واحدة، موت واحد

insatpress

Published

on

[simplicity-save-for-later]

حين تحب الآخر، حين تراه جزءا منك، من هويتك، من روحك،ضرورة لتحقيق إنسانيتك. حين تدرك أنك كإنسان لن تكتمل إذا حُرم شخص من إنسانيّته و أنّك لن تعرف لا نورا ولا حياة إذا تردّى الآخر في مغبّات الظّلم و الموت.

حين تكره رؤية دموع القهر و صوت الأنين و تذوب لانفكاك أواصر عائلة، و تهدُّم مدرسة و احتراق مبنى

حين تمقت الحرب حتّى و لو لم تندلع في وطنك ، و يتّقد حَنَقُكَ على العدوّ الغاصب حتى و لو ظلّت أرضك و بيتك في سلام سرمديّ،

حين تدرك أنّ في عذاب الآخر عذابك،في شقاوته شقاوتك، في انطفاءه و موته، إنطفاءك و موتك،  لأنه أنت في جسد آخر..

لأننا في المجمل « إنسان »، وِحدة صنعتها الكثرة

 حينها فقط ستتّضح إنسانيّتك جليّة لا غبار عليها و ستقدر على النّعيم بها

 بعبارة أخرى، يتحتّم على الإنسان الإعتراف بأنّ العلاقة الّتي تربطه بالآخر علاقة ترابطيّة و ليس الآخر مُلحَقا من ملحقات الأنا. و بالتّالي يتسنّى له الانفِلات من عِقال المادّة و الرّغبة العمياء في التّكسّب الّتي تَزُجُّه في زنزانة أنانيّته، و تسدّ منافذ التّفكير، فيغرق في ظنّه المغلوط بأنّ سعادته و حريّته يمكن لهما التّحقق بصرف النّظر عن سعادة و حريّة الآخر. و على هذا المنوال،  يكون تحرير كل فرد رهين تحرير الإنسانيّة جمعاء

  خلاصة القول، لا يمكننا الإشاحة بأبصارنا عن الآخر لأن ذلك أشبه ما يكون بشخص قرر طوال عمره ألاّ ينظر في المرآة و ألا يتناول الدواء إذا مرض، و ألا يبالي لا بجوع ولا بخوف و لا بتعب و لا بخطر و لا و لا و لا

 بقلم اية بن ساسي

Share your thoughts

Continue Reading

خواطر

مذكّرات يوم لم يولد

insatpress

Published

on

[simplicity-save-for-later]

By

ء 1جانفي 1977

إن المذكرات عادة تحتوي تواريخ صحيحة و كتابات أشد صحة من التاريخ في حد ذاته فهي مشاعر كاتبها و أفكاره تستحي حبرا على الورق ..ء

لكني في مذكراتي هذه إخترت أن لا أكتب سوى الأكاذيب لذلك اخترت تاريخا ليس بتاريخ اليوم و اخترت أن أكتب عن يومي لا كما كان بل كما أردته أن يكون، هذه هي مذكراتي الكاذبة.ء

لعل أجمل ما يمكن أن يبدأ به الرجل يومه هو كوب قهوة سوداء لا سكر فيها.. فأما القهوة فهي خمر الصالحين و أم السواد فهو يليق بالرجال و أما السكر فلا شيء ألذ لي و أطيب لقلبي من أن أحتسي القهوة مرة و أنا أتذوق حلاوة عيناها ..ء

كان الصباح مشرقا .. لا سحب و لا أمطار .. و أكاد أقسم أن الدفء قد تسلل من شبابيك الدار و أخذ يدغدغ أناملي . إنه صباح جميل . كانت تغني -و هي تلف في الدار تمسح الغبار كأنما هي ترقص- موشحا أندلسيا قامت القوافي فيه مقام المجوهرات من اليد فجعل فيه نغما لذيذا ترتاح له النفوس .. و يكاد يكون بلذة صوتها و هو يبعث الحياة في الدار كما يبعث الخالق الروح في مخلوقاته ..ء

إن النهار طويل .. لكنني أتمنى أن يكون أطول حين أكون برفقتها ! بعض الناس مجالستهم دواء للروح، أولئك من يجعلون من نسبيّة الوقت أمرا واقعا ملموسا و محسوسا لا تحده معادلات الفيزياء أو تعقيدات التجارب… ء

من أنا لأخدع نفسي ..ء

كنت أظن أن من المفترض أن أكتب عن يومي .. لكن الكلمات أبت أن تطيعني .. أردت أن أخلق في هذه الجمل واقعا لا بؤس فيه لكنني قضيت الليلة أكتب و قد أخذ منّي البرد مأخذا عظيما .. لم تعد لي القهوة .. بل تفارقنا .. لم يكن اليوم مشمسا بل وكأن الغيوم بُسطت على السماء كبساط من لون رمادي قاتم … لم أسمع أي موشح أندلسي بل كان هزيز الرياح العاتية جل ما سمعت .. قضيت الليلة أكتب لكي أكتشف أن كل ما كتبته هراء أهرب به من

الواقع ربما من الأفضل أن لا أكتب… ربما كان الفراق لنلتقي.ء

بقلم: عطاء مارس

Share your thoughts

Continue Reading

Made with ❤ at INSAT - Copyrights © 2019, Insat Press