Connect with us

À vos plumes

!نسيانٌ حذِر

insatpress

Published

on

[simplicity-save-for-later]

نحن مختلفون جدًا! هل تعلمين؟

أحبّذ الفاصولياء بالدّجاج و تفضّلين الكُسكسي.

حقًا كيف لنا أن نتواصل أو أن نستمر إن لم نوحّد قاموسنا الغذائي؟

أنتشي بسماع موسقى chopin الخالدة و jaques brel وهو يلعن البورجوازيين و يصفهم بالخنازير، علمًا وأنك واحدة منهم.

كنت من محبّي المغامرات والارتماء في أحضان المجازفة منذ صغري، قُدت جرّارنا الفلاحي دون سابقِ علم بأنه مطلي حديثا باللون الأسود، دخّنت عقب سيجارة عمّي بعد نزوله من السيّارة، جرّبتُ قرص دواء ضغط الدمّ عندما أودعته أمّي بحوزتي لأرجعه صندوق أدوات التمريض.

أمّا عنك، فأنت منضبطة وحازمة تشبهين أبِي عند اصطفائه ربطة عنقه.

أدمن الروايات البوليسية وأنتقي كتاباتٍ كابوسية تفيض سوداويةً وظلامًا، في حين أنك تخيرين دائما أغاني الحياة والأمل، الحريّة والتغزّل بجمال البحر والقمر. أنت لم تفهمي أنّني أبحث في خزانتك المخبّئة التي تدارينها بعيدًا عن النّاس .. أبحث عن وجهي الظاهر وحقيقتك المخفية. أبحث عن أرضك المحروقة، أبحث عن ذاتك الحزينة. أريد أن أشعر بإنسانيتك.

أنا أراك تتبخترين كل ليلة برداء أبيض وتاجٍ يعلو رأسك تحليه الزهور البنفسجية ترفرفين فوقي مثل الملاك الخير وترحلين وأنت تنظرين إلى الخلف.

أنا رجل الحسابات والنسبية، أنا كنت دائما رجل الشك الدّيكارتي، لذلك توقعت الرّحيل .. وهذا المنطق نفسه يفضي إلى سقوط المقاومة وهزيمة الثبات.

كيف تشعرين ؟

– لا نوم يزورك اللّيلة ..

– لا فرح يؤنسني اللّيلة ..

لا حقيقة لحبٍّ يدفعنا نحو الغياب .

أنت جدّ مثالية تنشدين الامتياز .. وهذا خطأ، أنت ضعيفة جدًا.

بقلم وائل بالقاسمي

Share your thoughts

Continue Reading

À vos plumes

مقتطف من رواية عائدون

insatpress

Published

on

[simplicity-save-for-later]

By

ما بي؟

أتريدون أن تعرفوا ما بي؟ أتعلمون ما أكثر شيء أكرهه في نفسي؟ ليس غروري ولا جشعي ولا شهوتي ولا حسدي ولا شراهتي ولا غضبي ولا كسلي، إنّ كلّ ما أكرهه في نفسي هو كوني بشريّا، إنّ البشر لمنافقون جدّا، إنّ القرطاجيّين يرونني بطلا بينما الرّوم يرونني وحشا، بتُّ لا أدري ما أكون، أصبحت لا أعرف الصّواب من الخطأ، الشّمس ما عادت تحرق جلدتي، أرفع رأسي فلا أرى السّماء الّتي اعتدت أن أراها، لا أرى القمر الّذي اعتدت أن أراه، أنزله فلا أرى الأرض الّتي اعتدت أن أراها، أصبح كلّ شيء مشوّشا في هذا العالم، كلّ ما أراه هو التّفاهة والحماقة والسّذاجة، إنّنا نتقاتل ونتحارب ونتهافت من أجل أسباب تافهة، من أجل قطعة أرض، من أجل الانتقام، من أجل المجد، من أجل الشّهرة، من أجل السّلام! أجل، إنّ البشر يتقاتلون كي يحلّ السّلام بينهم! إنّني لا أحتمل البشر ولا وجودي معهم ولا حتّى وجودي مع نفسي، إنّنا لا ننفك نكذب على أنفسنا، كلّنا نبحث عن أشياء ستزول يوما وإذ بنا نسينا أنّنا سنزول يوما نحن أيضا!

أتعلمون لمَ عساني شخصا متديّنا؟ ليس طمعا في الجنّة أو في خيراتها، بل خوفا من الجحيم، وليس خوفا من النّار الّتي فيه أو الألم، بل خوفا من أنّني سأجد البشر هناك، إن حصل ودخلت الجنّة، فإنّني سأطلب من الإله أن يعفيني من كوني بشريّا، أن أكون رمادا منثورا

إنّ كوني آدميّا يقتلني، إنّي أقول لكم أنّ ملكة العقل لمحض عذاب، إنّني حبيس نفسي، حبيس أفكاري، ولا أدري ما سبب شقائي، أهو قربي من الحقيقة أم بعدي عن الإله

لقد حاولت ألّا أكون كبقيّة البشر وأكون شخصا متفرّدا لا ينتمي إلى القطيع، وإذ بي أتحسّس رأسي فأجد قرونا، فلا أدري أهي قرون القطيع أم هي قرون الشّيطان الّذي صرته. أينما يحلّ البشر يحلّ معهم الخراب، إنّنا نبني، ثمّ نهدم بأيدينا ما بنته أيدينا

البارحة كنت قد رأيت فتاة، فقدت والدها بسبب حربنا، يبكي القلب حزنا ويذرف دما لرؤية ذلك الوجه البريء الّذي يقاسي بسببنا، ما ذنبها؟ هل أصبحت الولادة في الجانب المهزوم ذنبا؟ ترتعش نفسي اشمئزازًا وتنقبض ازدراءً بما فعلته بهذه الصّغيرة، إنّكم لم تروا الوجل ولا القنوط في وجهها، إنّ آذانكم غير قادرة على سماع أنين الأطفال المتأوّهين! عيونكم غير قادرة على رؤية صنوف الشّقاء وألوان الآلام الّتي تعانيها تلك المسكينة! دموع تلك الصّغيرة لهي أشرف من وجودنا وحياتنا ومبادئنا ومعتقداتنا

لقد كرهتُ نفسي، ونسيت أنّني لست نفسي! إنّني نتاج كلّ الوجوه الّتي قابلتها في حياتي، كلّ جزء منها يحيز جزءًا منّي، إنّني جزء من العالم والعالم جزء مني، لا ليس جزءًا فقط، بل كلّي، إنّ العالم يحوزني كلّي ولم أحز شيئا من نفسي، إنّني العالم والعالم أنا، لا يجب أن ألوم نفسي، فلا وجود لذاتي! إنّ أفكاركم أصبحت أفكاري، لقد جعلتني الحرب محاربا، إنّني لا أريد أن أكون محاربا، لكنّي أصبحت محاربا، آكل مثل المحاربين وأنام مثلهم وأفكّر مثلهم! فقدت ذاتي هناك، ولهذا السّبب فإنّي ألوم كلّ من كان سببا في هذا، وأبدأ بلوم كلّ الحاضرين الآن أمامي، وعلى رأس القائمة ألوم نفسي، فبالرّغم من كلّ القوّة الّتي اكتسبتها لا أزال ضعيفا، ضعيفا أمام عدوّي، هي نفسي أم هو العالم

عائدون – أحمد بن رجب

Share your thoughts

Continue Reading

Made with ❤ at INSAT - Copyrights © 2019, Insat Press