Connect with us

À vos plumes

خرافات و أنساطير الحلقة 2 | حكاية بيت المونة

Avatar

Published

on

[simplicity-save-for-later]

يا سادة و يا مادة يدلنا و يدلكم على طريق الخير والشهادة. إسمعني مليح و ركز كان سمعك لاباس و اقرا كلامي و تمعن كان نظرك سليم والي يتبع الخيط للآخر هو الفهيم.

قلنا عاد أكا السرايا بفضل الجن و صاحبنا الي على الذهب حرن تنصبت في رمشة عين و كي قاموا الناس من غدوا الصباح راو خيالها العظيم…

وتنطر الخبر في البلاد من مدينة لمدينة ومن حوش لحوش، و ضرب الصياح على طبلتو وصاح أسمع يلي ما سمعوش راو صبحت سرايا خيالها في السماء شايش وفين؟ في بلاد الجن و الهوايش…

قلنا عاد الخبر تنطر و لازم الباي يسمع بيه قبل ما تشق الناس الفطر… أيا هو قاعد في سرايتو دخل عليه باش حانبة وجهو ملخلخ، قلو يا مولانا يا سيد الأنس و الهوش راو تنصبت في الليل قلعة، سرايتك قدامها تظهر حوش، الباي ما كانش مالعاكسين، و قال إي عاد شبيه؟ نمشيلها كان يطلع بانيها عدو نستعمروها و كانو حبيب نتعلمو منو الصنعة و نعاودوها…

لم عايلتو: مرتو و ولاودو الأربعة و هز معاه عسكر أولو في السرايا الجديدة وآخرو عندو، وخلط بعد أربع أيام للبلاصة ودخللها في الصباح دارها هو وجندو الكل حتى لين قرب المغرب، سيدنا فرحان بسرايتو لي بعثهالو ربي الجديدة، قال ما نشق فطري كان هنا. ختار بلاصة متركنة من السرايا و جندو حطولو فيها الكراسي و الثرايا و نصبولو الطواول على كبر البيت، و بداو الجواري يطيبو حتى جاء وقت المغرب، أكاهو قعد الباي مع عايلتو في الستة كراسي المقابلين و الجند واقفين يستناو حتى يأذنلهم بش يقعدوا…

ما نطولش عليك، خاطر نتصورك ذكي و مسمام وتعرف الي الشواطن والعبابث يخرجوا في الظلام، و جاء معاهم زميم الجان، غاضتهم كيفاه هالباي ما قدرهمش وقعد هو و عايلتو وما تفكرهمش، عاد خطفوهم من فوق كراسيهم الستة وتلهوثوا عليهم وبقية الجند، زميم الجن عماهم… و قعدت البلاصة بكراسيها و طواولها خلا و قفار، الريح تضرب فيها سخونة نار… و كل أربع أيام مدة رحلة الباي كان تتفكر، الستة كراسي الي قعدوا علاها تتطنر و تصبح ملعونة و الي يقعد علاهم و ياكل نهارتها من شيرتهم يركبو سحر الجان، لا يعرف نوم في الليل طيلة الأربعة أيام وكل ليلة يرى الباي قدامو يبكي، و توا الحكاية عندها أعوام!

Share your thoughts

Continue Reading

À vos plumes

مقتطف من رواية عائدون

insatpress

Published

on

[simplicity-save-for-later]

By

ما بي؟

أتريدون أن تعرفوا ما بي؟ أتعلمون ما أكثر شيء أكرهه في نفسي؟ ليس غروري ولا جشعي ولا شهوتي ولا حسدي ولا شراهتي ولا غضبي ولا كسلي، إنّ كلّ ما أكرهه في نفسي هو كوني بشريّا، إنّ البشر لمنافقون جدّا، إنّ القرطاجيّين يرونني بطلا بينما الرّوم يرونني وحشا، بتُّ لا أدري ما أكون، أصبحت لا أعرف الصّواب من الخطأ، الشّمس ما عادت تحرق جلدتي، أرفع رأسي فلا أرى السّماء الّتي اعتدت أن أراها، لا أرى القمر الّذي اعتدت أن أراه، أنزله فلا أرى الأرض الّتي اعتدت أن أراها، أصبح كلّ شيء مشوّشا في هذا العالم، كلّ ما أراه هو التّفاهة والحماقة والسّذاجة، إنّنا نتقاتل ونتحارب ونتهافت من أجل أسباب تافهة، من أجل قطعة أرض، من أجل الانتقام، من أجل المجد، من أجل الشّهرة، من أجل السّلام! أجل، إنّ البشر يتقاتلون كي يحلّ السّلام بينهم! إنّني لا أحتمل البشر ولا وجودي معهم ولا حتّى وجودي مع نفسي، إنّنا لا ننفك نكذب على أنفسنا، كلّنا نبحث عن أشياء ستزول يوما وإذ بنا نسينا أنّنا سنزول يوما نحن أيضا!

أتعلمون لمَ عساني شخصا متديّنا؟ ليس طمعا في الجنّة أو في خيراتها، بل خوفا من الجحيم، وليس خوفا من النّار الّتي فيه أو الألم، بل خوفا من أنّني سأجد البشر هناك، إن حصل ودخلت الجنّة، فإنّني سأطلب من الإله أن يعفيني من كوني بشريّا، أن أكون رمادا منثورا

إنّ كوني آدميّا يقتلني، إنّي أقول لكم أنّ ملكة العقل لمحض عذاب، إنّني حبيس نفسي، حبيس أفكاري، ولا أدري ما سبب شقائي، أهو قربي من الحقيقة أم بعدي عن الإله

لقد حاولت ألّا أكون كبقيّة البشر وأكون شخصا متفرّدا لا ينتمي إلى القطيع، وإذ بي أتحسّس رأسي فأجد قرونا، فلا أدري أهي قرون القطيع أم هي قرون الشّيطان الّذي صرته. أينما يحلّ البشر يحلّ معهم الخراب، إنّنا نبني، ثمّ نهدم بأيدينا ما بنته أيدينا

البارحة كنت قد رأيت فتاة، فقدت والدها بسبب حربنا، يبكي القلب حزنا ويذرف دما لرؤية ذلك الوجه البريء الّذي يقاسي بسببنا، ما ذنبها؟ هل أصبحت الولادة في الجانب المهزوم ذنبا؟ ترتعش نفسي اشمئزازًا وتنقبض ازدراءً بما فعلته بهذه الصّغيرة، إنّكم لم تروا الوجل ولا القنوط في وجهها، إنّ آذانكم غير قادرة على سماع أنين الأطفال المتأوّهين! عيونكم غير قادرة على رؤية صنوف الشّقاء وألوان الآلام الّتي تعانيها تلك المسكينة! دموع تلك الصّغيرة لهي أشرف من وجودنا وحياتنا ومبادئنا ومعتقداتنا

لقد كرهتُ نفسي، ونسيت أنّني لست نفسي! إنّني نتاج كلّ الوجوه الّتي قابلتها في حياتي، كلّ جزء منها يحيز جزءًا منّي، إنّني جزء من العالم والعالم جزء مني، لا ليس جزءًا فقط، بل كلّي، إنّ العالم يحوزني كلّي ولم أحز شيئا من نفسي، إنّني العالم والعالم أنا، لا يجب أن ألوم نفسي، فلا وجود لذاتي! إنّ أفكاركم أصبحت أفكاري، لقد جعلتني الحرب محاربا، إنّني لا أريد أن أكون محاربا، لكنّي أصبحت محاربا، آكل مثل المحاربين وأنام مثلهم وأفكّر مثلهم! فقدت ذاتي هناك، ولهذا السّبب فإنّي ألوم كلّ من كان سببا في هذا، وأبدأ بلوم كلّ الحاضرين الآن أمامي، وعلى رأس القائمة ألوم نفسي، فبالرّغم من كلّ القوّة الّتي اكتسبتها لا أزال ضعيفا، ضعيفا أمام عدوّي، هي نفسي أم هو العالم

عائدون – أحمد بن رجب

Share your thoughts

Continue Reading

Made with ❤ at INSAT - Copyrights © 2019, Insat Press