الأحلام الغارقة في عمق البحر

إهداء الى أرواحهم الذين قضوا نحبهم في سبيل حلم وردي، شبابنا الذين لقوا حتوفهم في حادثة جزيرة قرقنة التابعة لولاية صفاقس.

تونس كم تغنى بك الشعراء !

 أمن عاشق باق على حبّك ؟

أمن حالم يبني حلمه بأحجارك  ؟

 لاذنب لك بلادي الجميلة،  بزيتونك ونخيلك و ثروات ارضك

بل هو ذنبكم انتم، انتم يا من تدعون الحكمة وما أنتم إلا بجبناء

 قايضتم زهرات الأمل  بسياسة فاشلة و وعود كاذبة

غرقت أحلامنا في عمق البحر

بعدما حلمنا أن نكون أطباء نساعد الفقراء،

وَ معلمين نرفع راية العلم وننير العقول،

ومهندسين نشيد أجمل البنايات و أشهقها

خلّفنا وراءنا حبيبة تبكي

 وأمّا يحترق قلبها على فلذة كبدها

 غامرنا ونحن نعلم أن مصيرنا الموت

و طريقنا طريق اللّاعودة

غامرنا من أجل حلم وردي شيدناه في أذهاننا

لنرسم البسمة على محيّاهما

تلك اللتي جمعت القوارير البلاسكية من أجلنا

و ذلك اللذي قضى عمره يشقى، دون شكوى، راجيا لنا حياة أفضل

ضاعت أحلامنا في عمق البحر بعد آخر نفس لفظناه

ونحن نقاوم، نتشبث بالحياة

أغمضنا عيوننا

نستحضر آخر دعوات أمهاتنا و و تتراءى لنا وجوههنّ الباكية  …

أُنْهِكَ القلب والجسد من المقاومة

امواج البحر استنزفت قوانا

عيوننا تنغلق شيئا فشيئا

 يبتلع قاع البحر جثثنا الهامدة

و أحلامنا الوردية  …

إنّها تتلاشى، شيئا فشيئا

و أنتم نيام…

أفيقوا !!!

بقلم احلام هلالي