À vos plumes
في معرض الكتاب
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
في معرض الكتاب اجتمعت ثلة حول طاولة أحد الكتاب يتسابقون علّهم يضفرون بتوقيع منه على نسخة من أحدث كتاباته التي ذاع صيتها واشتهرت بكونها مكتوبة بالدارجة التونسية والتي حملت اسم « تونسنا البية »، ومن بين هذا الحشد لم تقع عين الكاتب إلا على شيخ طاعن في السن بدت عليه نظرات الاستنكار. فلم يلبث كاتبنا إلا وسأله: تفضل يا بابا عندك سوهال؟
لم يزح الشيخ عينه عن الكتاب وأجابه ببرود: حزين أنا على جيل أظاع لغته.ق
فرد الكاتب باستغراب: شكون ضيع لغتو يا حاج، الكتاب هاو بالعربي.ب
فأردف الشيخ بنبرة حادة: عن أي عربية تتحدث، كتابك ليس إلا تكديساً لألفاظ سوقية، ودعني أصحح لك الخطأ لو كنت تجهله، اللهجة مختلفة تمامًا عن اللغة، فاللغة فيها نغمة وقواعد تظبطها وتزيد من جماليتها، أما ما كتبته أنت فليس إلا ألفاظًا تخلو من البلاغة.ق
فقاطعه الكاتب قائلاً: بالله سامحني علاه نفرضو في القيود هاذي ومنخلوش لهجتنا تفرض روحها ونخلو لكل واحد الحرية باش يعبر كيف ما يحب، والاختلاف راهو رحمة.ق
فأجاب الشيخ بتعال: الا يزوج لنا القول عن القبيح قبيحا، كما أن الذي كتبته ليس بتعبير أو فن كما تتدعي، إنما هو سموم فكرية لجيل ناشئ.ب
فقال الكاتب : على الحساب أذايا ، سموم فكرية ، حتى ألف ليلة و ليلة معادش نقراوه
أردف الشيخ : و لماذا لا نقرئ تراثا و فن ادبيا أصيلا
فأجاب الكاتب ببرود مصطنع : حاج معناها إنت قلقك الإنحلال اللغوي كيما تسميه انت و مقلقكش الإنحلال الأخلاقي
فتلعثم الشيخ و ماكاد ينطق الا و قاطعه الكاتب : و حتى ابو نواس ، ماهيش سموم فكرية الي ينشر فها…نقلك حاجة ؟ علي الدوعاجي تقرالو ؟
قال الشيخ : علي الدوعاجي ؟ بالتأكيد فهو من رواد الكتابة
فأردف الكاتب : يعطيك الصحه ، هانو علي الدوعاجي في سهرت منهالليالي إستعمل ألفاظ من لهجتنا التونسية و هذا ما زادها إلا نغمة كيما تقول إنت
و أكمل : حاج أنا مقتلكش حبني بالسيف ، أما عالأقل إقبلني ، و كيما قتلك راهو الإختلاف لا يفسد للود قضية
فأجاب الشيخ و قد زالت الحدة من صوته : أصبت في هاذا و تعرش كيفاش ؟ أعطيني نسخة نقراها و تو نتقابلو
فإعتلت الإبتسامة وجه الكاتب و أعطاه ما طلب ثم عاد الى جمهوره الذي تاق إليه