À vos plumes
الإنسان خيّر بطبعه
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
لازلت اؤمن و بشدة بأن الإنسان خيّر أصله ، طيّب طبعه ، رؤوف قلبه و رحيمة روحه أمّا ما يحل به لاحقا من ندوبات وما يحيط به من ظلام داكن ليس سوى مأزق رمته به متغيرات الحياة وأحداثها القاسية.
إذ تفقده قسوة الحياة نقاء روحه بل تضع في جسده البائس روحا مكدّرة تعبث بكلّ ما يحيط بها.
يبقى شعور بالألم والحزن من أقسى المشاعر التّي يمر بها الفرد فالروح مكبّلة مغمومة والحياة لا طعم لها ولا لون.لا يجد الإنسان مفرا ممّا يخالجه من ألم إلاّ إطلاق تلك الروح العابثة.
هي محاولة فاشلة للتخلّص من الأفكار المنبوذة والمشاعر السّامة.
لازلت أؤمن بشدة بأن الإنسان خير أصله ، طيّب طبعه ، رؤوف قلبه و رحيمة روحه ، أمّا ما يحل به لاحقا من ندوبات و ما يحيط به من ظلام داكن ليس سوى مأزق رمته به متغيرات الحياة و أحداثها القاسية.
لم يسبق لي قبل ان رأيت طفلا قاسيا ولقد كنت شديدة الملاحظة للأطفال، و مازلت أعتبر الطفل الصورة الأقرب لطبيعة الإنسان، فهي صورة لم يعبث بها المجتمع بعد ولم ألمح في ووجوه هؤلاء سوى النظرات البريئة والخيال الواسع والتساؤلات العديدة والأحلام الكثيرة.
كنت جالسة ذات مرة في إحدى الممرات فإذ بي ألمح طفلا صغيرا تورّدت وجنتاه وعلا محياه إبتسامة عريضة، كان قد فتح ذراعية و أبرز صدره كأنّما هو بصدد إستقبال الحياة ثمّ اتجهت نظراته نحو الأعلى ، أخذ يبعث بيده قبلات عديدة واحدة تلو الأخرى في ذلك الاتجاه، أدرت رأسي فإذ بي ألمح أمّه تطل من عند شرفة عالية ، مشهد ظلّ عالقا في ذاكرتي وأجد نفسي دائما أتساءل عن الأسباب وراء تحول روح جميلة إلى وحش خال من الحياة.
زرت العديد من المدارس و هناك شاركني العديد من التلاميذ أحلامهم وكنت قد لاحظت شغف العديد منهم وأعجبت بأفكارهم وما أسرّني مرة أخرى كان مشهد طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره، كان قد حمل في يده رسالة قصيرة ملأتها كلمات الشكر والمحبة لأحد معلميه، جلس وحيدا في احدى اركان المدرسة وأخذ يكرر ما ورد في الرسالة استعدادا منه للافصاح عن مشاعره.
أجد نفسي مرة أخرى اتساءل عن الأسباب وراء تحول روح جميلة إلى وحش خال من الحياة
ربمّا تكون الأسرة التّي فرطت في أبنائها أو قيم المجتمع الواهية الّتي تقتل الاختلاف شيئا فشيئا أو مدارس تحجّرت فيها العقول وتلاشات فيها المعرفة.
لازلت اؤمن و بشدة بأن الإنسان خير أصله ، طيّب طبعه ، رؤوف قلبه و رحيمة روحه ، أمّا ما يحل به لاحقا من ندوبات و ما يحيط به من ظلام داكن ليس سوى مأزق رمته به متغيرات الحياة و أحداثها القاسية.