Actualités
ضعيفة وظالمة
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
« عندما تنهار الدولة يسود الرعب ويلوذ الناس بطوائف وتظهر العجائب وتعم الشائعات، …، ويعلو صوت الباطل ويخفت صوت الحقّ، وتظهر على السطح وجوه مريبة، وتختفي وجوه مؤنسة، وتشح الأحلام ويموت الأمل، وتزداد غربة العاقل. » ابن خلدون
قد يبلغ عمر هذه الكلمات ما يناهز الست قرون ولكنّها ترسم صورة دقيقة لما نعيشه اليوم، حقّا إنّ ما يقع بالوطن مرعب ويزداد رعبا كلّ يوم. حقّا إنّ العجائب كثرت ونحن -والله- في هذا الوطن غرباء، لقد طغى الظلم وتفشى وغاب الحقّ واندثر.
غادرتنا وجوه بريئة وجوه كالبدر تنير الطريق في الظلام المخيّم على هذا البلد.
بدر الدين العلوي، جرّاح مقيم بمستشفى جندوبة يفارق الحياة بعد سقوطه من المصعد المعطّل.
نعم، الخبر ليس مزحة ركيكة وليس من وحي خيال الكاتب، الخبر واقع مرير وجب أن نواجهه.
حادثة تأتي لدق مسمار آخر بنعش سلطة تعفنّت جثتها، ولئن تعوّدنا في هذا البلد على الألم في صمت ومعالجة مآسينا بوصفة من دواء النسيان فإنّي أشكّ في نجاعة هذا الأخير اليوم فقيد الصمت قد انكسر وردّة الفعل ستكون في مستوى جرعات الألم الّتي تلقيناها.
حيث ملأت السترات البيضاء « باب سعدون » وتعالت أصوات الغضب حتّى ارتعشت جدران الوزارة وتعالت الهتافات المطالبة برحيل الوزير و »معاونيه ».
وعلى المستوى الهيكلي أعلنت منظّمة الأطباء الشبان الإضراب بكافة الجامعات والتربصات كما أعلن كلّ من الاتحاد العام التونسي للشغل و عمادة الأطباء عن يوم الثلاثاء القادم يوم غضب وطني يشمل كلّ المتدخلين في قطاع الصحّة.
المعركة ليست معركة نقابيّة أو تحركات طلابيّة بل إنّها معركة كرامة، معركة وجود، فإمّا أن نقتلع الداء من جذوره أو نلقي نفس المصير.
فإمّا ردّ الاعتبار والاعتذار والمحاسبة للمتسببين في هذه الكارثة وإمّا الاستسلام لظلم وجحود هذه الدولة.
وإنّي حقّا أرجو أن يستشعر « أهل الكهف » –أي من يحكمون هذه الأرض- خطورة الوضع وحدّة الغضب الموجّه نحوهم لن تنفعهم قائمة الإقالات الطويلة لمدراء و مسؤولي الصحّة بجندوبة، لن تنقذهم دموع التماسيح المنهمرة من أعين الوزير ولن تكون تحقيقاتهم « الجديّة » مخرجا من هذه الأزمة.
ولن يجنبهم كذلك تهريب جثمان الفقيد خلسة سخط الجماهير وإنّ هذه الحركة الرخيصة لتؤكّد جبن هذه الحكومة الّتي لاحت علامات زوالها.
حكومة ضعيفة غير قادرة على المواجهة وغير قادرة على إيجاد الحلول.
حكومة ظالمة لا تعترف بالجميل ولا تعترف بحقّ الحياة.
حكومة الوعود الكاذبة والاستهزاء بعقل المواطن: ألم يقف الوزير في نفس المستشفى منذ أكثر من شهرين وأكّد أنّه سيعمل على إصلاح المصعد وتحسين البنيّة التحتيّة وتوفير كلّ المستلزمات للإطار الطبيّ؟
لا زال المصعد معطلاّ، البنيّة التحتيّة آلت للسقوط والمستلزمات تباع للأطباء المتربصين لأنّهم « دخلاء » على الطاقم العامل بالمستشفى.
وسأكتفي بهذا المثال دون التطرّق لوعود مستشفى جامعي بالكاف ومدنين أو حتّى التعهدات الأخيرة بمضاعفة الاعتمادات لصيانة المستشفيات وغيرها من الأكذوبات الّتي بات لا يصدّقها إلاّ صاحبها.
وتتزامن هذه الحادثة مع مناقشة ميزانية وزارة الصحّة تحت قبة باردو حيث لا تتجاوز الميزانيّة عتبة الخمسة بالمائة رغم كلّ تحديّات الوضع الوبائي وتكون بذلك صفة البخل والجشع أحدث صفات الحكومة.
ويحقّ للبعض أن يسأل أين المخرج من هذا الظلام الدامس؟
الوضع صعب وطريق التغيير طويل ومرهق وصحيح أنّنا نخسر الكثير من الطاقات الّتي تهاجر لضمان حياة أفضل، ولكنّ الحلّ كامن فينا وفي كلّ من لازال ضميره حيّا في هذا الوطن، التغيير ممكن إذا توفّر الإيمان القويّ بقدرتنا على افتكاك الوطن من جديد وإذا فهمنا أنّ السعادة الحقيقية هي النجاح في تحقيق العدل والكرامة لكلّ الناس.
علّمونا في المدارس حبّ الوطن ولكنّ ما أصعب حبّ تونس هذه الأيّام.
قد يبلغ عمر هذه الكلمات ما يناهز الست قرون ولكنّها ترسم صورة دقيقة لما نعيشه اليوم، حقّا إنّ ما يقع بالوطن مرعب ويزداد رعبا كلّ يوم. حقّا إنّ العجائب كثرت ونحن -والله- في هذا الوطن غرباء، لقد طغى الظلم وتفشى وغاب الحقّ واندثر.
غادرتنا وجوه بريئة وجوه كالبدر تنير الطريق في الظلام المخيّم على هذا البلد.
بدر الدين العلوي، جرّاح مقيم بمستشفى جندوبة يفارق الحياة بعد سقوطه من المصعد المعطّل.
نعم، الخبر ليس مزحة ركيكة وليس من وحي خيال الكاتب، الخبر واقع مرير وجب أن نواجهه.
حادثة تأتي لدق مسمار آخر بنعش سلطة تعفنّت جثتها، ولئن تعوّدنا في هذا البلد على الألم في صمت ومعالجة مآسينا بوصفة من دواء النسيان فإنّي أشكّ في نجاعة هذا الأخير اليوم فقيد الصمت قد انكسر وردّة الفعل ستكون في مستوى جرعات الألم الّتي تلقيناها.
حيث ملأت السترات البيضاء « باب سعدون » وتعالت أصوات الغضب حتّى ارتعشت جدران الوزارة وتعالت الهتافات المطالبة برحيل الوزير و »معاونيه ».
وعلى المستوى الهيكلي أعلنت منظّمة الأطباء الشبان الإضراب بكافة الجامعات والتربصات كما أعلن كلّ من الاتحاد العام التونسي للشغل و عمادة الأطباء عن يوم الثلاثاء القادم يوم غضب وطني يشمل كلّ المتدخلين في قطاع الصحّة.
المعركة ليست معركة نقابيّة أو تحركات طلابيّة بل إنّها معركة كرامة، معركة وجود، فإمّا أن نقتلع الداء من جذوره أو نلقي نفس المصير.
فإمّا ردّ الاعتبار والاعتذار والمحاسبة للمتسببين في هذه الكارثة وإمّا الاستسلام لظلم وجحود هذه الدولة.
وإنّي حقّا أرجو أن يستشعر « أهل الكهف » –أي من يحكمون هذه الأرض- خطورة الوضع وحدّة الغضب الموجّه نحوهم لن تنفعهم قائمة الإقالات الطويلة لمدراء و مسؤولي الصحّة بجندوبة، لن تنقذهم دموع التماسيح المنهمرة من أعين الوزير ولن تكون تحقيقاتهم « الجديّة » مخرجا من هذه الأزمة.
ولن يجنبهم كذلك تهريب جثمان الفقيد خلسة سخط الجماهير وإنّ هذه الحركة الرخيصة لتؤكّد جبن هذه الحكومة الّتي لاحت علامات زوالها.
حكومة ضعيفة غير قادرة على المواجهة وغير قادرة على إيجاد الحلول.
حكومة ظالمة لا تعترف بالجميل ولا تعترف بحقّ الحياة.
حكومة الوعود الكاذبة والاستهزاء بعقل المواطن: ألم يقف الوزير في نفس المستشفى منذ أكثر من شهرين وأكّد أنّه سيعمل على إصلاح المصعد وتحسين البنيّة التحتيّة وتوفير كلّ المستلزمات للإطار الطبيّ؟
لا زال المصعد معطلاّ، البنيّة التحتيّة آلت للسقوط والمستلزمات تباع للأطباء المتربصين لأنّهم « دخلاء » على الطاقم العامل بالمستشفى.
وسأكتفي بهذا المثال دون التطرّق لوعود مستشفى جامعي بالكاف ومدنين أو حتّى التعهدات الأخيرة بمضاعفة الاعتمادات لصيانة المستشفيات وغيرها من الأكذوبات الّتي بات لا يصدّقها إلاّ صاحبها.
وتتزامن هذه الحادثة مع مناقشة ميزانية وزارة الصحّة تحت قبة باردو حيث لا تتجاوز الميزانيّة عتبة الخمسة بالمائة رغم كلّ تحديّات الوضع الوبائي وتكون بذلك صفة البخل والجشع أحدث صفات الحكومة.
ويحقّ للبعض أن يسأل أين المخرج من هذا الظلام الدامس؟
الوضع صعب وطريق التغيير طويل ومرهق وصحيح أنّنا نخسر الكثير من الطاقات الّتي تهاجر لضمان حياة أفضل، ولكنّ الحلّ كامن فينا وفي كلّ من لازال ضميره حيّا في هذا الوطن، التغيير ممكن إذا توفّر الإيمان القويّ بقدرتنا على افتكاك الوطن من جديد وإذا فهمنا أنّ السعادة الحقيقية هي النجاح في تحقيق العدل والكرامة لكلّ الناس.
علّمونا في المدارس حبّ الوطن ولكنّ ما أصعب حبّ تونس هذه الأيّام.