Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 12

Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 12
قصّة محورين – Insat Press

Politique

قصّة محورين

Published

on


Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116

Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116

Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117

Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117

ها قد قارب شهر أكتوبر على النهاية لتنتهي معه رئاسة « فايز السراج » للحكومة الليبيّة. ليبيا الّتي وإن هدأت الآن أجنحة الصراع فيها لا يزال شعبها بعيدا عن حلم السلم والاستقرار فالهدوء الحالي هو ذاك الهدوء الّذي يسبق العاصفة، هي استراحة اللاعبين الكبار في انتظار الوقت المناسب لتنفيذ الهجوم الأخير.
ويلقي هذا المخاض بتداعياته على تونس فتنغمس فيه انغماسا وكأنّه لا يكفي تونس بحر المصاعب الّذي يكاد يغرقها حتّى ينقل لها ساستها أزمة تزيدها بعدا عن برّ الأمان فالكلّ يذكر تلك الجلسة الصيّفيّة، يوم الثالث من جوان من عام 2020 العظيم: يوم جلسة برلمانية مقرفة موضوعها أخر المستجدات في « الجارة ليبيا ».
كلّ رذائل البشر من قبح وخيانة وكراهيّة تجّلت في تلك الجلسة. فإلى جانب الشكل الدنيء الّذي ظهر عليه المجلس بدت الحقيقة القاسية – وهنا تكمن كلّ الخطورة – لم أر في المجلس نواب شعب بل رأيت بيادق مستعمر عثماني وبائعات هوى خليجي وألسنة تدافع عن أسياد الظلام وأيد تصفق لعرّاب الخراب.
لقد بات ما يقع في المجلس طلاسم وجب فكّها.
فلنبدأ أوّلا بفهم الموضوع الأساسي ولنجب عن الأسئلة الهامة. لماذا تعيش ليبيا حربا أهليّة؟ هل أنّ صراع المحورين حقيقي؟ من يمسك خيوط اللعبة؟
فلنذكّر بداية بالشرارة الأولى للحرب في ليبيا: اندلعت الثورة في ليبيا شرقا من بنغازي في احتجاجات كرّ وفرّ بين قوات النظام والمتظاهرين لأيام طويلة، قتلى في كلّ مدينة وقرية وشارع. حلف شمال الأطلسي بكلّ براءة ودفاعا منه عن حقوق الانسان بقيادة « القديسة فرنسا » يقصف الجيش الليبي. شباب تفحّم على ظهر الدبابات، سقط القذافي ونكّل به، جاءت الانتخابات فاز الاخوان ثمّ سقط الاخوان فانقسمت ليبيا شرقا وغربا وظهر قائد مغوار في كلّ جهة واستؤنفت الحرب.
وهنا بدأ الحديث عن المحاور:
المحور القطري التركي يقود الضفّة الغربيّة. فيسلّح ويقصف ويموّل ويدّس مجموعة من الانتحارين والمرتزقة والإرهابين.
في الضفة الأخرى مناظره الإماراتي المصري يقترف نفس الجرائم، بنفس الحدّة ونفس البشاعة.
يبدو هذا الصراع منطقيّا إذ أنّ العلاقات بين الأشقّاء العرب مقطوعة والرائحة الاخوانية الفائحة من طرابلس تصيب الأمير الإماراتي بصداع. طبعا! ألم يحاول جماعة الإصلاح الانقلاب على نظام الرجل الأوسم في العالم ونجد تفاصيل الانقلاب فيما يعرف بقضيّة الامارات94 و فرعون مصر يتفنّن في إقامة المشانق لكلّ إسلامي. أمّا عن تركيا فلها سلطان يحلم بإحياء الخلافة العثمانيّة.
إلى حدود اللحظة مبرّرات الحرب قائمة وأسباب التمحور موجودة. ولكن يؤسفني أن أعلمكم بأنّ كلّ ما قلته مغالطات وبروبجندا يرغب الجميع في تصديقها. فالأسباب السابقة ذكرها وإن كانت وجيهة لكنّها لا تصلح لأن تكون وقود حرب تكاد تتجاوز السبع سنوات.
فأين تكمن الحقيقة؟
وجب علينا قبل أي تحليل ان نسرد بعض الحقائق الواقعية والتاريخية:
أولا نذكّر بحادثة تاريخيّة وهي حرب الخليج او احتلال العراق للكويت. لم يتأخر التدخل الأمريكي الأطلسي أربع وعشرين ساعة فالكويت من الدول البتروليّة وحمايتها واجب مقدّس. الأن تركيا تتدخل في ليبيا وهي دولة بتروليّة والبيت الأبيض لا يحرّك ساكنا.
أليس غريبا أنّ الولايات المتحدة وهي شرطيّ العالم تترك سلطانا يسعي وراء إحياء مجد ليس ببعيد يصول ويجول مطلق اليدين حرّ اللسان؟
الإجابة واضحة قطعا. لا! نعلم أنّ تركيا عضو في حلف الشمال الأطلسي، يعني تدخلها هو تدخل بمباركة أمريكيّة « فالإمبراطور العثماني » ليس إلاّ الخادم المطيع أو كما يحلو للأستاذ رياض صيداوي تسميته « أردوغان أطلسي المنشأ صهيوني الهوى ».
وتتسابق إلى ذهني صورتين: واحدة يحمل فيها الإمبراطور علم فلسطين المحتلة مسجلا بها النقاط السياسية في مجلس الأمم المتحدة والثانية يحتضن فيها شارون. ولقد صرّح هذا الأخير بأنّ » تركيا أقوى حلفاء إسرائيل في الشرق الأوسط ».ولكلّ عاقل أن يستخلص معنى ما أقول.
أمّا عن الأخوة الأعداء في الخليج العربي، فصدقوني مهما تعددت الأسباب كعلاقة قطر بالإخوان أو موقفها من المشاركة في قصف اليمن يبقى الصراع صراع الأنا بين أمراء مدللين لا يفقهون من السياسة سوى مبدئ السمع والطاعة للمارد الأمريكي.
فلا يخفى عنكم أنّ الولايات المتحدّة وضعت قواعد عسكريّة في كلّ دول الخليج النفطيّة وهذا يعني أموالا أمريكية تتدفق في كلّ المؤسسات وعملاء استخباراتيّة في كلّ الأجهزة الماليّة والأمنيّة والسياسيّة.
ألا نلمس الغرابة هنا أيضا؟ فعن أيّ صراع عسكريّ نتحدّث؟
وهنا يظهر الدور الأمريكي من جديد وبقوّة فهذا المحور ليس إلاّ » أطلسي الشرق » الّذي يتظاهر بمحاربة « أطلسي الغرب ».
قد يسخر البعض من هذا التفسير. وأنا حقا لا ألومهم. فالمشهد أقرب لفلم إثارة سياسي من تأليف « ألفريد هتشكوك » ولكن نتساءل كيف لتركيا وجيوشها المدجّجة بأحدث الأسلحة أو لمصر القوّة العسكرية التاسعة في العالم ان تعجز على إنهاء المهزلة الليبيّة؟ لم يبقي طرفي الصراع في مدّ وجزر سبع سنوات؟
أكاد أجزم أن ما يحاك تحت الطاولات أو بالأحرى في قصور الأمراء والسلاطين أعمق من قدرتي على الفهم والتفسير. وإنّي كذلك لا أشّك أنّ محرّك الدمى يقطن « واشنطن ». ولم لا أصدق: فمن قسّم السودان ومن سعي جاهدا لتقسيم سوريا والعراق واليمن وأراد إقامة دويلات شيعيّة وعلويّة وسنيّة وكرديّة لا يمكن أن يحمل غير المشروع التقسيمي لليبيا ولكلّ الأوطان المجاهدة في سبيل البقاء.
هل كلّ هذا لنهب ذهب أسود ملأ العيون طمعا والقلوب سوادا؟ هل كلّ هذا دفع لبني إسرائيل نحو مزيد التوسّع؟ هل هو الخوف من نهضة لأمّة مات ضمير حكامها ودخلت في سبات عميق؟
لا أحد سيجيب فلا أحد يعلم الإجابة ولكنّي بت شبه متأكد أنّ نهاية أزمة الجارة لن تكون أبدا سعيدة.
ها نحن قد أتممنا محاولتنا في فهم الحقيقة في ليبيا وما تواجه من أطماع من كلّ صوب وما يحضّر لها من مكائد.
ولكّن يبقي السؤال الجوهري ما علاقة تونس حتّى يزّج بها في قلب هذا الصراع؟ ولماذا يسعي ساستنا إلى إقحامنا في معارك تتجاوز إمكانياتنا؟

Made with ❤ at INSAT - Copyrights © 2019, Insat Press