A letter for me
بداية يقظة – الجزء الثاني
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
بكل ما في وسعي، أسعى أن أنادي كل اللاًئي في داخلكِ، وأحييهن جميعهن.
كل النساء اللائي في داخلكِ متعبات، صبرهن أشبه بصبر أيوب.
جربت ظلمتكِ الدامسة ورأفتكِ، خلت أني أعلم مدى تعقيدكِ، مدى فرحكِ، غضبكِ وسخطكِ على نفسكِ. لكنكِ كنتِ كل يوم إثنين تتوكلين وتحاولين أن تُركزي مليا، أن تركُزي على صخرة أثبت من قناعاتكِ ومن إلتزاماتكِ تجاه نفسك التي تتوقين للقياها، والتي ليس بإمكانك الشروع في يومك إلا بعد لقائها وهي التي لازالت ترسل إليك مجرد إشارة ترمقينها أنت في إنعكاس عينيك، صباحا، في لمعانهما الذي لا يدركه سواك. أما المحيطون بك، جميعهم، فلا يلحظون الذبول عليهما وتيه نظراتكِ المتواصل.
أما أنت، فتستغرقين في تفاصيل الأشياء بفطنة، في تفاصيل الأشخاص وطباعهم، دائمة البحث عن مكنونات الأشياء وإن أحال ظاهرك أحيانا على شخص تائه.
وجودك ينشأ من حيث ضياعك، صلابتك من نقاط لينك، من طيات صراخك في أشد لحظات …
صمتك الذي تخافينه رغم احتياجك له.
تملكين من الصبر قدرا لا يستهان به، لكنك مع ذلك ملحة، لعلمك بمن يفقوقك صبرا، وهذا مفتاح عدم خيانتك لطباعك ..
صعُب عليك تجاوز بعض دقائق زمن ولّى لأنك لا ترين جدوى في اصطناع النسيان ورفض تجاوز الزلات .. تؤمنين بالنسبية لكنك مع ذلك لا ترين استحالة في الديمومة، في التواصل، في العهد، في الوفاء لعقود أمضيتها قديما مع نفسك …
الكل ماض، الكلام يُنسى لكن الأثر فانٍ.
بينك وبين الهدف خطوات قليلة لكنك تتأنين فيها، أنت بلور يصعب كسره، هالة ضوئك تصالحت مع الظلام الذي فيها والغيمات الرمادية التي حولها، لكنك رغم هذه البساطة تحجبين عديد الألوان، ولا لون مفضل لديك.
يستغرب الأغلبية من التحولات الفجئية، لكنك في حد ذاتك جملة متغيرات لا يستوعبها غيرك، تكتفين بها لنفسك، و تتصالحين معها أيّان حدوثها، و هذا أفضل ما فيك.
لك نبرة حادة في أفكارك .. أما عن نبرة صوتك فلا داعي للتفسير.
مازلت أنتظر أيام قادمك، حقيقتك وهمية و واقعيتك لا مفر من تحققها.
لا يوجد أدنى مقصد فلسفي في ما تكتبين، ولا يُعلَم الذي يترائ لكِ أوما هي غايتك تحديدا. هل في كلامك أمل وتجسيم لأحلام مجهولة للآخرين لا أحد غيرك يعلمها.
مسلكُك ممنهج، مدركة لما يحدث، متوكلة على من ليس سواه قادرا على أن يُحدِث.
تتوقين لسنين الآتي لا هربا من الحاضر بل لتحقيق نتائجه، لحصاد تعبه، ألمه و فرحه.
يدهشني ما آلت إليه أحوالك ولا أدهش لمن أنت ولا أنكر فرادة قصتك.
ما يشع داخلك هو نور اهتدى بالظلام.
أنت لست من يستغرب ويقف علّه يفهم، أنت من في خضم حروبك الصغيرة يتأقلم ويُصطنع السلم ويتغافل عن نفسه .. أنت مزيج من الرحمة والشجن، من التفهم والأمل.
تؤمنين يأن كل حكاية لا يُستهان بها، بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وفيك ما يُستحَق : فيك وطن واحتواء.
كل اللاًئي في داخلك صُنعن من أوقاتهن الصعبة، من ضحكاتهن البريئة، من دمعاتهن التي سقطت في حين غفلة، من استسلامهن المؤقت لكن من هزيمتك وعزيمتهن الدائمة. أنت من روح الله، إنّ قطعة منه نُفخَت فيك.
لم تأتِ في زمن غير زمنك، اقطعي مع فكرة أن الظروف لا تلائمك .. أنت من تحوّلين الظروف وتخلقينها.
تظفرين شيب المتعبات اللواتي في داخلك و تشدّين عليهن.
أنت ألف واحدة في داخل التي نراها من الخارج.
إن اللحظة تنتظركِ لتعيشيها.
فيك قدر مكتوب لكِ قبل أن تأتي لكنك مع ذلك من صنعته.