A letter for me
بداية يقظة
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
لم تحتمل الصبر الذي تمنت أن تناله، الذي طلبته و نالته، لأننها كلما ظنت أنها بلغت ما تريد أصبحت تشك إن كان ذلك فعلا غايتها .. إن الصراع داخلها خفي جدا، خفي لدرجة أنها هي ذاتها لا تصدق أنها تحتويه .. لكن ما هو مفهوم الإحتواء لديها؟ كثيرا ما كانت تظن أنها تحتوي شيء في حين أنه هو الذي يسيطر عليها. بسيطة أفكارها حد اللطف، متفهمة هي زلات الآخرين لأنها تعي جيدا حجم خطأها. لكنها دائما ما تخطئ تجاه ذات الشخص: تجاه نفسها.
تخاف هي على و من نفسها، لا بوازع الأنانية فهي شديدة التواضع و إن كانت تتعمد التجاهل، إنما تحمل هذا الخوف تجاه نفسها لأنها تؤمن أنها من روح الله. أعلم أن الجميع يؤمن بذلك لكن هذه الفكرة تلازمها دوما و في كل لحظة، و هي حين تقول كل لحظة فهي فعلا تقصد ذلك. أعلى نقطة فيها، مع أنها ترفض أن تجسد هذا الأمر في نقطة، هي علاقتها مع الله. دائمة الإنهيار هي أمامه، و هذا الخضوع هو سر توازنها. تظن أحيانا أنها تهرب من الله، و دائما ما تجد نفسها هاربة إليه.
لا تصدق أبدا هدوءها، لكنها إن قالت لك أنها هادئة فهي لا تكذب، لا تتظاهر و لا حتى تتجاهل أفكارها. مقدار التسامح عندها هي ذاتها لا تستوعبه. إنها تتفهم كثيرا و مطولا .. كثيرا لكنها أول من يغادر بلا رجعة وهي أول من يبادر بالرجوع .. لا تحتمل كثرة الكلام و ترفض الصمت المطول .. ترفض أيضا كثرة الأخطاء بدعوى توفر الفرص، و تؤمن بأن الأخطاء صانعة للرجال و هي إمرأة بألف رجل ..
تفضل الحراك الفعلي الفعال على جمال بعض الكلام، و في ذات الوقت تعلم أثر الكلام في النفس. تراها من بعيد منفعلة و صريحة، ثم يلومها أبوها على طبعها الكتوم .. جل كتاباتها تقوم على المفارقات و الألغاز، لكنها متى تكلمت كانت جد مفهومة. وعدت نفسها بأن تكون لها كتابات مطولة تبقيها موجودة حتى بعد أن تغادر، و تكره أن تفضح كتاباتها شخصها مع أنها معجبة و مقتنعة بطباعها.
إنها تغفر .. ولا تحتمل ذلك. في كل مرة تخبر نفسها أنها ستتوقف عن هذا الفعل، تجد نفسها غدا صباحا قد نست فعلا أمر هذا القرار، لا لضعف منها فهي حاسمة في قراراتها و لكني أعترف حقيقة بأن هذا الأمر هو فعلا نقطة ضعفها : إنها حقا تخاف و تهاب أثرها في نفس إحدهم. تخاف أن يكون سطرها في حكاية الآخر غير محبذ، لأنه في نظرها نحن سطور في حكايات بعضنا البعض. وهي و إن كان سطرها مقتضبا فهو قادر على أن يحدث فرقا.. فرقا ينسيك عددا كبيرا من صفحات شخص سبقها في حكايتك، أو ربما لا ينسيك أمر هذه الصفحات و لكن بجعلك تقرأها بصورة مختلفة ..
إنها في ميلانها المتواصل ثابتة بدرجة غريبة! في كل مرة ترى أنه لا مفر لها من السقوط، و فعلا تتأكد أنك تراها هوت و أنها حقا في الأسفل .. ثم تحس أنت بالظلام و أن هناك غيمة فوقك تحجب الضوء، فترفع رأسك للفوق لترى ما الخطب: إنها تلك الفتاة التي تركتها للتو تسقط! إنها عاليا تجمح، و لم تحجب هي عنك الضوء بل إنه هو من اختار أن يتجه صوبها ..
بقلم ميساء عبيشو