كفاك بيضًا

سجل في الانتخابات واعط صوتك! لا يحق لك ان تقبع بالبيت و تصمت *بيضة أو بيضتين! *

خلقت وأتيت لهذا العالم، لك عقل يوجهك وأفكار تقودك. تحاول أن تستكشف ذاتك وتعلم سبب وجودك .. أحيانا تُسقطك الحياة في ممراتها فتمكث هناك بدون سند، في الظلام، تلتمس طريقك وروحك الدامية تئن في الأثناء، كُتب عليك كإنسان أن تتماسك وأن تنهض من جديد، لأن الشعلة، شعلة الحياة، الشغف، الفضول تقدح داخلك باستمرار، ولا مجال لإطفاءها، تلك هي إنسانيتك .. تلك هي روحك ..

وأحيانا تصبح الفرحة عنوانا لذاتك، أنت الجمال وأنت السعادة، أنت الصفاء وأنت الغبطة، لا يسعك العالم وتسعه داخلك، تشعر بخلاياك تفور حياةً وتتشبع أملا وإرادة.

وبمرور الوقت، تجد نفسك تتخبط بين هذه الأحوال، تحكمك متغيرات كثيرة لجهلك وتحكمها بعلمك، وتتجسد لك رؤية أولية عن هذا العالم، لا تزال تعدّلها إلى هذه اللحظة.

وفي وسط كل هذا، تتساءل: ما قيمة هذا النظام الذي نوجد فيه؟ ما قيمة هذه الحياة الاجتماعية المؤسساتية والإدارات والقوانين والسياسة وفوضى الرئاسة والتشريعات؟ ما قيمته أمام ضبابية هذا الوجود الإنساني وقتامته؟

Well, انت كانسان، محكوم بمتغيرات الزمان والمكان، معضلة تسببت في وجودك هنا وفي هذا الوقت بالتحديد، ما وصلنا إليه من فكر وتدبر وعلم هو نتيجة تراكمات الوجود الإنساني منذ آدم إلى هذه اللحظة .. التاريخ هو جمع لأفعال الإنسان واختياراته.. هذا الوعي أفضى إلى وجود نظام يحاول أن ينظم الحياة على اسس العدل .. أن يمنح لكل إنسان صوتا وخيارا عوض أن يندثر تحت مسميات الدولة والقانون.. انت تحتاج أن تساهم في تغيير وتكوين واقعك كما تريد لأنه منطلق لتجاربك وتعلمك ..

لأجلك ولأجل من جمعتك بهم هذه الرقعة الجغرافية، هذا الوطن .. مسؤوليتك أن تختار وأن تكون لك يد في اتخاذ القرار الجماعي، وإلا فأنت قد حكمت على نفسك بالسلبية وبالصمت، وحكمت على وطنك بالحرمان ..

لا يعجبك أي مرشح؟ لا تقاطع الانتخابات .. ضع ورقة بيضاء، لا خسران في ذلك .. بل تعبير قوي عن عدم كفاءة المترشحين بالنسبة لك.

كن واعيا بما يحوم حولك، واختر بناء على هذا الوعي.

وكفاك بيضًا يا هذا.