Actualités
قاطع الغلاء، تعيش بالقدا
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
هل اعترضتك عبارة « ثقافة المقاطعة » في المدّة الأخيرة؟
لست أذكّرك بما حصل في المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا ومقاطعة المشرب السنة الفارطة، بل إنه مصطلح يستعمله الكثير من النقاد والصحفيين في الآونة الأخيرة، للتأكيد على حاجتنا الملحّة لمثل هذه الطريقة الراقية للتعبير عن رفضنا لغلاء الأسعار.
تريد معرفة النتيجة؟ افتح موقع « فايسبوك » وسيأتيك الجواب سريعا!
« الفايسبوك » ابتلع الرأي العام التونسي برمّته. أنا وجدت نفسي مدعوا للمشاركة في مجموعة مغلقة عنوانها: « قاطع الغلاء، تعيش بالقدا ». لم أنتبه للعنوان، ولم اتصفح المجموعة لكثرة شبيهاتها، إذ أصابتني التخمة من المحتوى السياسي والاجتماعي الكثيف الذي تزودنا به الصفحات المستشهرة.
لكنّي عدت البارحة لألقي نظرة أخرى على المجموعة وصدمت من حجمها : عدد الأعضاء أكثر من 800000، والعدد في ارتفاع متزايد. هل حلّ ركب المقاطعة الاستهلاكية في تونس أخيرا؟
على ما يبدو ان التونسيبن فعلا يقاطعون الآن مادتي الموز والبطاطا، والتفاعل مع المنشورات فعلا خيالي!
لكن ماهي « المقاطعة »؟ المقاطعة هي ان تعمد عن طواعية إلى عدم استهلاك أو شراء مادة ما، أو عدم التعامل مع شخص أو دولة أو مؤسسة ما بهدف التعبير عن الاحتجاج أو التضامن مع قضية ما.
تعتبر المقاطعة وسيلة للتعبير عن الرأي بطريقة سلمية وحضارية، و من أشهر حملات المقاطعة في العالم تلك التي شُنّت ضد جمهورية جنوب إفريقيا في حقبة التمييز العنصري، الذي انتهى مع بداية التسعينات.
يقول روّاد المجموعة ان الحملة بدأت تعطي أكلها، وان الكثير من كميات البطاطا والموز قد أتلفت، لكن الأسعار لا تزال مرتفعة. كما يرى الكثير منهم ان الهدف من هذه الحملة هو التقليل من عبء الأسعار على جيب المواطن.
قد تختلف الأراء حول نجاعة هذه الحملات، لكنه بات جلّيا أن الشعب التونسي أفاق من غفوته و يشق طريقه بتؤدة نحو عيش أفضل، مستعملا أشكالا متعددة من التعبير السلمي عن الرأي.