رابح مسابقة امبراس بالدارجة | عزيز نصر

ليلة ظلام و طقس خريف ، نسمة لاهي باردة لاهي سخونة سخانة الصيف … نسمة شايحة جامدة تخوّف تبعث في النفوس النكد و تفجع الوحداني ولّي عندو سند.
في ليلة مشومة في التاريخ مرشومة ،هبط سي وخيّنا للبيت ودخل للغرفة المسكّرة ، كلها غبرة و ظلام ، خاف وخينا و قرى تحية الإسلام ،صحيح البيت فارغة ما فيها حتى انسان أما شكون يعرف حتى الجنون تنجم تكون متخبية و تبان …
سامحوني سبقتكم بالحديث ، سي وخينا لي نحكيو عليه هو طبيب نفساني معروف و يداوي و موهبتو في التشخيص ربّاني مهتمّ بحالات الناس المرضى بالوهْم و التهيّئات و سمع حكاية عندو مدة على جدّ جدّو لي مات ، كان كاتب كتاب و دخل على خاطرو للسبيطار و تحبس في سجنو و لعايلتو جاب العار.

سي وخيّنا سمع حكاية على جدّ جدّو كوْنو كان كاتب كتاب ياسر غريب و حكى فيهم على حاجات لا يطيقهم لا عدوّ و لا حبيب عاد مشى لدار العيلة القديمة بش يكتشف الحكاية.
قلنا دخل في ظلمة الليل لأكا البيت خزر يمين و يسار ،البلاصة كلها وسخ و في الوسط لمع رغم الغبرة صندوق بلاّر ، مشالو يلقا مكتوب عليه بماء الذهب كلام « يلّي وصلت لهل الكتاب ارقد و نام كل شي صاير لا تندم و لا الناس تعاير »
حلّ الصندوق ،جبد الكتاب نفض الغبرة و عرضو العنوان ، » إلي صار في الإنسات ملي بدا الزمان  » …

-كيفاه ؟جدّ جدّي يحكي على الإنسات و هو لا خلط عليها و لا شافها حتى كيفاه تبنات ؟؟ أما هاو مسمّيها بالاسم و الكتاب كاتبو قبل ما مات، معناها الحكاية طلعت صحيحة و أنا الطبيب النفساني إلي نداوي في المرضى بالوهم طلعت جاي من عايلة عندها نفس المرض!! … أيا حل الورقة لولا زاد بهت أكثر ، تصويرة الإنسات قايمة كيما يعرفها الطبيب بالضّبط ، بسورها ،بأشجارها،بحيوطها الحمر ،بجنينتها و حتى بناسها لي درسوا فيها و بأساتذتها لي قرّاو فيها …
عاد حلّ الكتاب و بدا يقرا …

المقدمة :

يا سادة و يا مادة ، يدلنا و يدلكم على طريق الشهادة …
يحكيو على أرض بور قاحلة ، عاشت فيها مخلوقات طالحة مش صالحة ، قالك في زمان ما قبل الطوفان عاشت فيها العبابث ، و فوق ترابها يأجوج و مأجوج سكنوا حتى لين سكّر عليهم ربي بالردم …. قلك يا سادة البلاصة هاذي كانت معروفة في عهد سيلمان ، كانت زاخرة بالجان ، في برّها مشاو و في سماها علّاو … قتلو فيها و تحاربوا عليها ، و قالك زادا أوّل جنّ حبّ ينقلب على سليمان كان ساكن فيها ….
ايجا يا زمان و برا يا زمان و عمرت البلاد بالناس و قعدت البلاصة منعوتة بالصبع ، أذيكا أرض العبابث و الجان و الي يعفسها فان .. أذاكا علاه البايات الحسينيين وقت جاو يبنيو ، بناو قصوراتهم في المرسى و حمّام الأنف و المحمّديّة بعيد عليها … و الشعب وقت الي استقرّ و بنى المساكن نصب المدينة بعيدة عليها ، تي ماو الجن فيها ساكن ….

الجزء الأول :

إي هاني نشوف فيهم ،ملا وهرة و هيلمان ،جيش كامل لا يهزمو إنس لا جان … و شنيا أذاكم ؟ اااا اي فيولة ،سمعت يحضروا فيهم بش يغزيو روما …
شبيك يلي تقرا ماك فاهم شي ؟ أنا توا في بلاصة بعيدة على مدينة قرطاج شوي ، 15 كلم حسب التقريب و فيها عدى الجيش القرطاجي أول ليلة ليه قبل ما يشق الآلب على الفيولة ، و منهم يغزو روما …
البلاصة هذي هي المكان إلي تبنات فيها الإنسات ،في العهد القرطاجي كانت بلاصة آمنة و الناس تعيش فيها سلامات …و فيها حنّبعل خطب في الجيش القرطاجي قبل ما مات .
يقولول زادا إلي السمّ إلي شربو حنبعل قبل ما يموت خرّجو من حنوشة كانوا عايشين في هالمكان
إلي نحبّ نقولوا إلي راو البلاصة هذي شهدت مجد قرطاج العظيم و الي يقرى يعرف إلي كلامي صحيح كان جا قاري و فهيم.
الجزء الثاني :

البلاصة هذي ياسر في كتب التاريخ مذكورة ،و فيها تنصبت الحضارات الوثنية و حتى المسلم إلي فيها قرا سورة …
العرب قادوا جيوشهم من غادي ،و البلاصة مثّلتلهم مخبأ أكثر من عادي ، تخباو فيها وقت الدنيا ضاقت باهم و احتفلوا فيها بعد ما ربحوا و عمّروا الأرض بولادهم ونساهم …
سمعت زادا إلي عرص جامع الزيتونة جابوهم من غادي ، ما بقى من آثار البيزنطيين بناو بيهم جامع عظيم على طول السنين …
الأرض أذيكا كانت رمز كبير للعرب المسلمين و حتى الأمازيغ لي أسلموا جاء منهم قائد عظيم في البلاد ساد ، طارق بن زياد كان أصيل هالأرض و علاها قام السنة و الفرض ….
و منها هي بدات قصة وحدة من أكبر القواعد الإسلامية ، من هالأرض خرجت الدعوة الفاطمية لي انتشرت و وصلت للقاهرة و المهدية …
من هالبلاصة ،دخلو العثمانيين ،بحكم كونها قريبة للبحر ،كانت أول بلاصة رتاحو فيها من السفر و من بعدها قواو و حكموا في كل بشر .
من هالبلاصة خرجوا الحسينيين ، و حكموا في البلاد الكل لين العباد استخايلتهم غير فانين .
لي نحب نوصلهولكم إلي البلاصة هذي حسب ما دُرت فيها في القرون لي فاتت كان رمز للقوة متع المسلمين إلي في وقتنا توا ماتت ….
البلاصة هذي هي لي بش ترجع منها وحدة من أقوى الامبراطوريات و منها هي يرجع مجدهم لي فات.

حقا نسيت يا جماعة ماقلتلكمش على تاريخ هالنهار بالضبط … النهار لي قرا فيه طبيبنا هالكتاب و في حتى صفحة ما فرّط … اليوم هو 15 اكتوبر 1920 ، 72 سنة كاملة قبل ما تتبنى الإنسات !!!! اي نعم !!! و حتى طبيبنا طلع كيما جدّ جدّو و يعرف شنيّا « الإنسات » بالضّبط حتى قبل ما تبنات و أسوارها في السماء علات … إي نعم حتى طبيبنا طلع كيما جدّ جدّو و يعرف « الإنسات » قبل ما في الأرض تنصبت في رمشة عين و قدام الناس بان خيالها العظيم … اي نعم طبيبنا زادا طلع بالوهم مريض ، نعرف الحكاية تنجم تغيض … أما المشكل مش غادي !!

سي وخينا الطبيب هو ‘مراد سوردو’ جد ‘محمد سوردو’ الشخص لي بنى الإنسات و ماكم تعرفو العايلة الكل طلعت مريضة بالوهم أذاكا علاه مئات المخارج و المداخل السرّية لتوا موجودة في هالبنية ،و الحكايات هاذم لتوا مدفونين في ياجور الإنسات الأحمر ، و الوهم متخبي في العرص متاعها ، و كذبات التاريخ لتوا ملمومين فيها ، و جنون العايلة لتوا مالكها مش كاريها …

لكن في هذا الكل ، في آخر الكتاب تكتبت ورقة بالدم ،يقولو هو دم الجدّ قبل ما يموت ، كتب بالكبير إسم واحد بش يكشف هالأوهام و بش يحكي على الكذبات الكبار لي كانوا مالين راس إلي بناو الإنسات و يخرج الأوهام ، يكشفها للناس و يقلعها من العرص ، من الحيوط و من الزليز … الجد كتب في لخر إسم « عزيز ».

— بقلم عزيز نصر