هكا نعيشو

ملي كنت صغيرة كنت نحلم بروحي مسافرة، موش مرة موش إثنين و موش سفرة تنسيني هم سنين.

كنت نرى روحي كبيرة بساك آ دو على ظهري كيما الرّحّالة، ندورها بحور و جبال.

كنت في بالي الدّنيا بسيطة..

نتفكّر وقتها مغرومة بمجلة بسيطة إسمها ماجد، فيها ركن مزيان يحكي على رحلات ماجد كأنّه إبن بطّوطة، يسافر على طريق الحرير و يعرف أسرار كل بلاد و حكاياتها.

أنا زادة حبيت هكاكا نسافر و نفرح و نتعلم و نعيش، و بقيت كل يوم نقول غدوة باش نكبر و نحقّق هاك الحلمة.

أنا توا عمري عشرين، و مازلت صغيرة و مازلت نكبر.

صحيح ماسافرتش، أما عندي جنّة هنا قريبة كلّ ما نتعب نمشيلها، و فيها نتفكر بيت محمود درويش: « أعدّي ليّ الأرض كي أستريح فإنّي أحبك حدّ التّعب ».

حتى نا نحبك برشا على فكرة..

نمشيلها بالنّقل الرّيفي، و ساعات نطلع على كات كات. هكّا نعيشو!

بلاصة حدّ ما يعرفها، حديقة سريّة من منطقة إسمها فرڨصان، في مدينة غارالدماء بولاية جندوبة.

ماهيش عين سلطان الي فيها مركب مغاربي يجيوها الطّامّة و العامّة، و ماهيش الفايجة إلّي يتمتّع بطبيعتها الكلّ و يزور أيلها الأطلسي.

هي منطقة مزيانة عاشت فيها أمي، فيها توا دار جدّي و أخوالي و أحبابي، ياخي قلت علاش ما نحكيلكمش عليها؟ فمّاش ما تعجبكم و تجونا انتم زادة مسافرين لينا.

علاش لنا مسافر زاده الخيال…