يا وردتي التي لا تذبل

تلك كانت كلماتك .. كنت ترددها في كل مرة .. لكنك نسيت أو ربما تناسيت أن الورود لا يمكن لنا رأيتها سوى في فصل واحد .. و منها ما تذبل حال قطافها .. كالياسمين مثلا .. لذلك وجب أن تعلم أن « وردتك » تلك قد ذبلت منذ زمن .. و لم تجد منبع ماء يروي عطش تلك الشجرة التي تحتويها كي تزهر من جديد .. وردتك ذبلت و لن تحيا مجددا .. وردتك تلك ليست كباقي الورود .. فقد خيّم عليها السواد من جميع أركانها و لم يبق منها سوى جزء صغير يناجيك لإنقاذها من الذبول النهائي .. وردتك تطلب العفو و المغفرة .. وردتك ترغب في قطرة ماء تعيد إليها لونها الوردي .. وردتك ضعفت و بدأت تتلاشى .. فهلّا أنقذتها؟؟

دعني أخبرك عن حالها التي تدهورت فلم يبق لها سوى أمل وحيد .. أنت .. أنت أملها ..

وردتك فقدت وزنها و صارت لا تقوى على حمل شيء مهما كان حجمه .. وردتك فقدت مناعتها أيضا و لم تعد قادرة على مجابهة الأمراض .. هالات سوداء تحت عينيها .. فقدان للشهية .. تعب متواصل .. أرق و قلق .. صارت تنزعج حتى من الورود الأخرى .. و أقصد هنا بالورود بنات جنسها اللاتي يحطن بك و خاصة الياسمين .. وردتك محبطة .. ترى شبح الموت يطاردها كل لحظة .. لكنها تقاوم لأجلك .. لأجل كلمة منك تسعدها .. وردتك تذبل .. فهلّا مددت يدك و أعدت لها الحياة؟؟

بقلم « إلهام غضباني »