أولى الخطوات

ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﺗﻤﻤﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ … ﻟﻴﻠﺔ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﻔﺼﻠﺔ محاولا ﺃﻥ ﺃﺟﺪ ﻫﺪﻓﺎ ﻳﺤﺪﺩ ﺳﺒﺐ ﻭﺟﻮﺩﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺼﺎﺧﺐ.

ﻫﻞ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻬﺪﻑ؟ ﺃﻡ ﺍﻗﺪﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻭ ﺣﺚ ﺍﻟﺨﻄﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﻨﻌﺮﺝ ﻣﺠﻬﻮﻝ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ؟ ﻣﻨﻌﺮﺝٌ ﻳﺨﻄﻒ ﺷﻌﻠﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ الروح  ﻭ ﻳﺬﺑﺤﻬﺎ ﺑﺒﻂء ﺷﺪﻳﺪ، ﺑﻂء يجعلك تحس ﺍﻧك ﺗﺎﺋﻪ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺰﺣﺎﻡ. ﻭ ﺍﻧﺎ ﺣﻘﺎ ﺗﺎﺋﻪ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺰﺣﺎﻡ ﻭ ﺗﺎﺋﻪ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ، ﻓﻘﺪ ﺟﺎﻟﺴﺖ ﺍﻟﺘﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻴﻪ ﻭ ﻋﺪﺕ ﺍﻟﻰ ﺫﺍﺗﻲ ﻓﻠﻢ ﺍﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ..

مضى ﺇﺛﻨﺎﻥ ﻭ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﺭﺑﻴﻌﺎ ﻭ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ كم ﺗﺒﻘﻰ لي ﻭ لكني ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺛﻮﺭ، أريد أن ﺃﻏﻴﺮ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻭ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ ﺣﺘﻰ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺳﺎﻋﺔ، ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻟﺤﻈﺔ ..

ﺃﺣﻤﻞ ﺃﻫﺪﺍﻓﺎ ﻭ ﺃﻓﻜﺎﺭﺍ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺟﺴﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، أهدافا ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻨﻴﺮ ﻋﺎﻟﻤﻲ، لكني ﻟﻢ ﺃﺑﺪﺃ ﺑﻮﺿﻊ ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎء ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .. ﻻ ﺃﺩﺭﻱ،  أﻣﻨﻌﻨﻲ الواقع ﺃﻡ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻠﺖ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﻜﺴﺎﺕ ﻭ ﺃﺑﺖ ﺍﻥ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻣﺠﺪﺩﺍ؟

ﺭﺑﻤﺎ ﺳﺘﻌﻮﺩ الرغبة ﻟﺘﺠﻌﻠﻨﻲ ﺍﺛﻮﺭ ﻭ ﺍﻧﺘﻔﺾ ﻭ ﺃﻏﻴﺮ ﻣﻼﻣﺢ ﻋﺎﻟﻤﻲ، ﻭ ﺇﻥ ﺍﻧﺘﻔﻀﺖ ﻟﻦ ﺍﻓﺘﺢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻌﺚ ﺑﻨﻮﺭ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﺨﺎﻓﺖ ﺑﻞ ﺳﺄﻫﺪﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ ﻭ ﺳﺎﺭﻣﻲ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻘﺾ ﻇﻬﺮﻱ .. ﺣﻤﻞ ﺛﻘﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻓﻜﺎﺭ ﻗﺎﺗﻤﺔ ﻭ ﻣﺨﺎﻭﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭ ﺗﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭ ﻧﺪﻡ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ.

ﺳﺄﻧﺘﻔﺾ !

ﺳﺄﺻﻞ ﻟﻬﺪﻓﻲ ﻭ ﺳأﻧﺘﺼﺮ! ﺳﺄﻧﺘﺼﺮ ﻭ ﺍﺣﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ، و ﺳﺄﺻﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻣﻨﺎﺭﺓ ﺗﺸﻊ ﻭ ﺗﻨﻴﺮ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ.

ﺳﺎﻧﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻲ ﺍﻭﻻ ﺛﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻲ ﺛﺎﻧﻴﺎ ﻭ ﺛﺎﻟﺜﺎ، ﻓﻼ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﺠﺎﺡ ﻻ ﻳﻄﻔﻲ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻴﻨﻲ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺫﺍﺗﻲ.

ﺳﺎﺯﺭﻉ ﺯﻫﺮﺓ ﺍﺳﻘﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻻﻣﻞ، ﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﺍﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺘﺠﺮﻉ ﺍﻻﻟﻢ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻮﻯ ﻭ ﺃﺿﻤﺪ ﺟﺮﺍﺣﻲ ﺑﻬﺎ.

سأقف ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﺤﻈﺔ، ﺳﺄﺧﻔﻖ ﻭ ﺃﻓﺸﻞ ﻭ ﺍﻋﻴﺪ الكرة ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺷﻴﺪ ﻣﻨﺎﺭﺗﻲ ﺑﺪﻣﻲ إن لزم الأمر، ﻭ ﺃﺣﺘﺴﻲ بعد ذلك ﻧﺨﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺒﻠﺘﻨﻲ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭ ﺃﺷﻌﻠﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺭﻭﺣﻲ ..

ﺳﺄﻧﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ ﻭ ﺳﺄﻧﺘﺼر! ﺭﺑﻤﺎ ﺃﻣﻮﺕ ﻣﺤﺎﻭﻻ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﺛﺒﺎﺕ ﺫﺍﺗﻲ ﺇﻧﺘﺼﺎﺭ، و إن كان ركوب بحر النجاح هدفا فبناء منارة السعي أول الخطوات.