مشكلة الافتراضي

كيف يحكم شخص لا يعرفني إلا عبر نقرة زر افتراضية ، بأني تغيرت و أصبحت آخر..
ثم يلقي لومه و عتابه كأنّي حقا اجرمت ،
و كأن رسالة الصبح ، تحية المساء ، و ما تيسر من اقاويل جادّة كانت أم تافهة .. هي ميعاد مقدس ، لا يجوز الإخلال به ، و لا التخلي عنه .. أو لنقل بإنّها إدمان ٌ حلو لا تستطيع  مقاومته ..
و كيف يدعي آخر ، الحب و الولع لصورة حسناء ، لم تنزلها إلا بعد مئات التحسينات و الإضافات ..
و كيف لمراهقة .. أن تنتظر أياما خاوية رسالة جافة، زينتها بعض الشارات ليغدو ملؤها الأماني المرجوة، يصبح مراسِلها فارسها المغوار .. فتهيم به عشقا و الحال أن ما قال .. بسيط جدا ، إذ أنّ كيف حالك لا تشير أبدا إلى أني أحبك و لا بأي شكل من الأشكال،
نصيحة عابرة ، كلمات متساقطة ، اجمعها لماما .. ربما منها ما ينفع.
احذر فخ الزيف .. «  »سمايل القلب المجروح الذي ترسله و أنت تضحك طربا ..  ما يفيد » »
لم كل حرف يقال .. يجب أن يقابل بالتأويل ، و يكون حمال أوجه ، كلّ حسب ليلاه يغني.. خذها كما هي ، و اصرف طاقتك في التخمين، و التفكير .. لما يجدي، كتخصصك العلمي مثلا .
المشاعر هنا مزيفة، عابرةٌ ، فهي لا تستقر على حال.
أيها أسهل .. أن تلتقي صدفة بصديق قديم ، فتتبادلا أرقى التحايا بلا تكلف ، أو مضضٍ . أو أن تحفظ الود عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حوارات جادة، حوارات طريفة، حوارات و محاورات في شتى المجالات ، ثم ماذا؟
ثم لن تجد أساسا ما ستحكي .. ستمل و تصمت ، و ستتهم عندئذ  بالتغيير و بنقرة زر، سيخاصمك إلى الأبد و تصير من المحضورين .

آية الكحلاوي