À vos plumes
لم أكن بخير اليوم
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
إحساس مختلط اجتاحني طوال النهار.. بين الألم و الفرح.. لكنه لم يكن ألما و لا فرحا.. إنما بينهما.. أحسست بانقباض صدري و كأن قلبي ينزف من شدة الألم.. و بعد قليل، علمت أنك السبب.. لست أنت في حد ذاتك إنما اشتياقي لك أراد أن يقتلني اليوم.. كان فكري مشتتا.. كنت أسير بين المارة.. وجوه ألفتها و أخرى لم أرها من قبل.. لم أنتبه لشيء.. لم أستطع مشاركة من حولي الحديث و لا حتى التفاعل معهم..
لم يكن ذلك برغبة مني و إنما وجع الاشتياق أخذ مني ما أخذ و جعلني أرضخ له ليكون هو المتحكم في أفعالي اليوم.. كنت شاردة الذهن.. و للحظة أمسكت الهاتف و إذا بأناملي تنقر بسرعة على الأرقام ليظهر رقم هاتفك، الذي لم أقدر على نسيانه طوال تلك السنوات، يظهر على شاشة الهاتف.. كنت مثل المدمن على المخدرات الذي نفذت منه المادة المخدرة و لا يريد غير المزيد منها بأي طريقة كانت ليكمل يومه على أحسن ما يرام.. لم أكن أريد شيئا حينها غير سماع صوتك.. اتصلت بك.. و إذا بك تجيب كما العادة.. « ا بابا هاني جايك تو ماتتحركيش من بلاصتك ».. ابتسمت حينها و سقطت دمعة حارقة من عيني و انشرح صدري.. لم تكن لي غاية أخرى غير سماع صوتك.. و بعد بضع دقائق يرن هاتفي و كنت أنت المتصل.. « هاني مقابلك ديراكت ».. نظرت أمامي.. فإذا بي أرى سيارتك في نفس المكان الذي اعتدت أن تنتظرني فيه.. تقدمت نحوك بخطى مسرعة، فتحت لي باب السيارة كعادتك.. جلست في الكرسي المحاذي لك كعادتي و بدأنا في الحديث المعتاد.. بعد ذلك، نظرت إليك و دموعي تنهمر، فحضنتني دون أن تسأل عن سبب البكاء.. و إذا بي أشم رائحة الصغار التي تتميز بها رغم أنك لا تضع عطرا.. أحسست بانشراح و انغمست في حضنك كطفلة صغيرة أُخِذَتْ منها إحدى الأشياء التي تفضلها و وجدتها بعد فترة ليست بقصيرة.. بعد ذلك مسحت لي دموعي و أخبرتني أننا لن نفترق مجددا.. و لن يطول فراقنا هذه المرة.. و ابتسمت ثم نزلت من السيارة و اختفيت فجأة… بحثت عنك لكنني لم أجدك.. كنت أسمع صوتا بعيدا يناديني.. فتحت عيني و إذا بها إحدى صديقاتي تخبرني أن الوقت حان لنذهب إلى القسم..
حينها، عاد وجعي لكن بنسبة أقل من الذي سبقه.. كنت أسير خلفها.. و آخر كلماتك تتردد على مسمعي.. « سنلتقي قريبا يا ابنتي.. سنلتقي.. »..
بقلم الهام غضباني