Société
هجرة الأدمغة
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
يعتبر التعليم من أهم ركائز الدولة باعتبار أنه يخلق كوادر قادرة على تسيير البلاد وبناء هياكل ومؤسسات صلبة، فالنخبة اذن تمثل النواة الأساسية للدولة ومن هذا المنطلق فان الدولة التي تتخلى عن كفاءاتها تفقد شيئا فشيئا هيبتها ومكانتها وتضعف مؤسساتها وتنتهي بالاندثار، وبالتالي تعتبر ظاهرة هجرة الأدمغة معضلة الدول النامية على غرار تونس التي تفقد سنويا الآلاف من خيرة أبناءها؛ إذ يهاجرها كل سنة أكثر من 2500 مهندس حسب عمادة المهندسين التونسيين، ولعل من أبرز أسباب هذه الظاهرة الضعف الفادح في الرواتب وانتشار البطالة .. حيث تجاوز عدد المهندسين العاطلين عن العمل في تونس 10 آلاف مهندس كما يتم إلحاق الكفاءات بأعمال لا تتلاءم مع خبراتهم ومهاراتهم وتخصصاتهم كذالك انخفاض مستوى المعيشة وغلاء الأسعار مقارنة بالرواتب المغرية في الخارج التي تصل إلى أضعاف ما يتقاضاه الفرد في بلاده.
ان الدول التي تقدر قيمة نخبتها لا تندثر أبدا ولعل أبرز مثال على ذلك اليابان الأرض الفقيرة، منعدمة الثروات، زد على ذلك كثرة الكوارث الطبيعية التي تشهدها ورغم ذلك يضرب بها المثل في الحضارة والتقدم . ألمانيا هي الأخرى بعد خسارتها الفادحة في الحرب العالمية الأولى و دمار اقتصادها وبنيتها التحتية عادت في الحرب العالمية الثانية أشد قوة عسكريا واقتصاديا وعلميا لأنها وببساطة اعتمدت على علمائها ومهندسيها وكل كفاءاتها وإلى اليوم, حتى بعد انتهاء الحرب وخسارتها, ما يزال الاقتصاد الألماني من أقوى اقتصادات العالم، وعليه فمن أجل المحافظة على استمرارية الدولة، وهو ما يتطلب مؤسسات عتيدة، ومن أجل بناء اقتصاد قوي يجب العمل على خلق الذوات القادرة على فعل ذلك وعدم التفريط فيها للدول الأخرى وذلك عن طريق توفير المناخ المناسب من أجل المحافظة على نخبة البلد، كما يجب تخصيص ميزانية هامة للبحث العلمي وللمؤسسات التربوية باعتبار أنها تمثل الجهاز العصبي للدولة، حيث تصنف تونس في المرتبة 56 دوليا حسب نسبة إنفاقها على البحث العلمي.
ختاما بالإمكان القول أن هذه البلاد لا رصيد لها سوى تلك الكوكبة من خيرة الإطارات والكوادر التي يجب أن يكون ديدنها الوحيد النهوض بهذا الوطن وإعلاء رايته..
نــــــضال صغـيـري