Events
للذكرى
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
شهدت مدينة غارالدّماء بأقصى شمال الجمهورية التونسية بتنظيم المنتدى المغاربي للتواصل و الشراكة بالتعاون مع جامعة جندوبة، مركز النّشر الجامعي و إتحاد المؤرخين الجزائريين، حدثا ثقافيا غير معتاد بتاريخ 21 جانفي 2018 متمثلا في انعقاد تظاهرة بعنوان الملتقى الأوّل للذاكرة الحدودية متخذا شعار « الحدود مجال عازل أم فاعل » و قد تخللت هذه التظاهرة زيارة إلى متحف الذاكرة المشتركة التونسية الجزائرية بالمدينة ثمّ تحول مقر المنتدى ليواصل فعالياته بالمركب الثقافي عن طريق خمس محاضرات من أساتذة جامعيين من تونس و الجزائر تتناول أهمية الحدود و دورها في تحقيق المساندة بين شعبين متجاورين كمثال على ذلك دور الشعب التونسي سكان غارالدماء أو غاردماو كما تداول اسمها في مساندة الثورة الجزائرية ضد الإستعمار الفرنسي و ليس هذا فحسب بل تم أيضا الاستعانة بشهادات الحضور ممن تسنّت لهم فرصة مواكبة الأحداث في ذاك الزمن ، و لعل ما يثلج الصدر و يبهج النفس هو الصدى الطيب و التفاعل الإيجابي الذي لقيه المنتدى فكان الحضور لافتا للنظر و كانت القاعة مكتظة فنادرا ما تشهد المنطقة تظاهرات ثقافية و تكون مؤثثة بحضور هام و لاسيما من الكهول. ربما يود هؤلاء لو تعود بهم الأيام إلى عهد صباهم…
.. و ليست من قبيل الصدفة أو العبث أن تتم فعاليات هذا المتلقى بشهر جانفي و إنما فقط تزامنا مع أحداث الزيتون بتاريخ 23 جانفي 1961 لكي لا ننسى و لكي لا تضيع ذاكرة الماضي بين دوامة الحاضر. ذلك أن ّ التاريخ كما قال العلّامة ابن خلدون في ظاهره لا يزيد عن الإخبار و في باطنه نظر و تحقيق..
فقط كان لها، أي لغارالدماء، دور عظيم في دعم الشعب الجزائري، إذ كان بها مركز قيادة الأركان لجيش التحرير الجزائري بإشراف زعماء وطنيين كهواري بومدين و الشادلي بن جديد، و يحوي 88 ألف لاجئ بالإضافة إلى ثكنات تدريب و مخازن أسلحة لكي يتم تمريرها إلى المناطق الداخلية خاصة إلى الولايتين الثانية و الثالثة الثوريتين بهدف عبور خط « شال و موريس » المفخخ بالألغام ضد الأشخاص و الجماعات و غيرها من أنواع الأسلحة ..
فكانت النتيجة أن تمّ تتبع القيادات وقصف الأراضي التونسية و تحديدا منطقة الزيتون، في مشهد تكررت من خلاله أحداث ساقية سيدي يوسف أين تمازجت دماء الشهداء التونسية و الجزائرية. و قد ذكرت جريدة الصباح عدد2627 الصادرة بتاريخ 7 شعبان 1380 هجري الموافق ل24 جانفي 1961 سقوط 6755 قذيفة مدفعية في أماكن مختلفة من التراب الوطني التونسي من بينها عشرون قذيفة من عيار 105 على جهة بلاد الزيتون من قبل المدفعية الفرنسية المرابطة بسيدي الهميسي في التراب الجزائري .. فاستشهد خلالها أربعة مدنيين من بينهم ثلاث نساء..
تبقى مدينة غارالدماء رغم ماضيها الحافل، و ركود حاضرها.. مدينة لها من الغموض و الأسرار و الحقائق ما يثير الفضول و التساؤل.. فليست أحداث الزيتون و تفاصيلها سوى مجرد بداية محفزة لمزيد من البحث..
آية الكحلاوي