Actualités
الثورة التونسية من زاوية شبابية : بين الموجود و المنشود
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
.Ante-scriptum: Tous les articles paraissant dans la rubrique ‘Politique’ ne reflètent pas nécessairement l’opinion du club
من المضحكاتِ المبكياتِ ، تلك اللحظةُ التي تستلُّ فيها قلمًا و ورقةً و تقضي الساعات الطوالَ تفكّْرُ فيما منّتْ به ثورة 14 جانفي من مكاسبَ و فيما جنتْهُ على أبناء الوطن من خسائر، فتجولُ بخاطركَ أفكارٌ ضبابية متكاملة حينًا و متباينة حينًا آخرَ تحيلك جديًّا إلى التساؤلِ : هل كانتْ هذه الثورةُ نعمةً أم نقمةً ؟
لا ريبَ أنَّ الثورةَ التونسيةَ كشفتْ القناعَ عن نظامٍ استبداديٍّ فاسدٍ و أطاحت بأعمدته وأزاحته عن الساحة السياسية مسدلة بذلك الستارَ عن حقبةٍ تارخيّةٍ ظلّت طيلة ربع قرنٍ تنخرُ هذه البلاد نخرًا و تستنزفُ طاقاتها الحيوية و التقنية و غيرها،
إلاّ أنّ ذلك لم يكنْ كافيا لضمان رغد العيشِ و تحقيق جملة المطالبِ التي رامَ الثائرونَ الأحرارُ ضمانها و تقنينها . ذلك أنّه بعد سبعِ سنواتٍ عجافٍ و خمسِ حكوماتٍ متعاقبةٍ عجزتْ عن إحداث الفارق المنشودِ ، لم يفلحْ ساسة تونس إلا في التشدّق بالخطاباتِ الهلاميَّة الفضفاضة و المقاربات الغارقةِ في السَّخافة و التفاهة التي لا تسمن و لا تغني من جوعٍ. بين شعاراتِ التشغيلِ و المحاسبةِ و الكرامةِ التي صدحت بها الأفواه و هدرت بها الحناجرُ و بين الحكوماتِ المتكالبة لاعتلاء كرسيِّ الحكم و التمتّع ببريق السُلطة و بهرجها و بين شعْبٍ ملّ الوعود الكاذبة و الخطابات الزائفة ، ضاعتْ مبادئُ الثورة بينهم و تُركتْ السياسة لأهلها ، أهل الغدر و المكر- إلاّ من رحم ربي.
هذا المشهدُ السياسيّ الرديء انعكس سلبًا على التنمية الاجتماعية التي لم تعرف تحسُّنًا نوعيا ، و إنما كانت ضحيةَ ما عاشته البلاد من أزمات متفاقمة أجّجت نار القهر الاجتماعي و غذّت منابع الإرهاب و أغرقت البلاد في رواسب ثقافية و تراكمات تاريخية فأسقطت بذلك ورقة التوت عن لعبة قذرة اسمها » السياسة » .
شزرًا، عزف الشباب عن المشاركة في هكذا لعبة .. كيف لا و هم الذين علقوا آمالهم على ثورة الياسمين فلم يظفروا منها حتى بخفّيْ حنيْن . هذه الثورة الشبابية العقيمة علمتهم درسا قاسيا برهن أن كلام السياسيين في المنابر الإعلامية و المحافل الوطنية ليس إلا مجرد غثاء و سفسطة.
في عيد ميلاد « الثورة والشباب » السابع -على حدّ تسميتهم- ليس لي إلا أن أذكّر بأن على الشباب أن يطور قدراته و يصقل مواهبه و يعوّل على نفسه و أن يجدّ و يكدَّ من أجل تحقيق أحلامه حتى تنبثق من رحِمِ العناء و التضحية ، طريقُ النجاحِ و التألقِ.
و لأنه لا خير في شباب كاسف البال عديم المسؤولية ، دعنا لا ننسى أنّ الحلم الثوري الذي بهُتَ خفقانه مؤخرًا هو في أمسِّ الحاجةِ إلى القوى الشبابيّة التي تمثل محور التقدم و الرقي و التي في مقدورها أن تصنع التغيير و ترفعَ التحديّات لتؤجج بريق التفاؤل و بصيص الأمل و ترسم زهرة الحياة بألوان الطيف السبعة حتى يحكيَ كلُّ لونٍ قصةَ نجاح و صمودٍ، ليس من أجلنا نحن فحسب، بلْ وفاءً -أيضًا – لأرواحِ شهداء دونُّوا أسماءهمْ بمدادٍ من ذهبٍ في سجلِّ الخالدين ..
!عاشت تونس حرّة أبيّةً بشبابها
(حسام الأنقليز)