مخاوف الأنا

بين الفينة و الأخرى، نحتاج ما يعكر مزاجنا، فقط لنشعر أننا كغيرنا… أحياء.

لنعي أنّ لنا قلبا، يضخ الدّماء،

و أننا و إن طال العهد، سنبقى، و إن اشتد الوجع سنشفى، لنبني أسوار قصيدةٍ ضائعة، كما الصبح البعيد، كما الشمس التي لم تشرق بعد ُ،

فليلُنا طويل، نكتب إثره الرّسائل التي لن تصل قط و نتفوه بكلام، هو هذيانٌ، سراب، حلم، هراء..

أمثالنا، لا بقاء لهم هنا، سنعيش و لكن ليس هنا

ربما، أعيش عالما ليس عالمي، ما معيار التمييز؟ كيف أدرك الفروق و متى؟

 متى أدرك أن ّ النسيان ذنبٌ، وجع ممتد، يحاصرني أينما أُولي الذكرى و أن الإنتظار كذبة و السعادة اختراع شخصيٌّ.. فأدرك _ على مضضٍ_ أن ّ هذه الأرض أرضي.. أصرخ كغيرك حينها  » باقون باقون « 

و لا تتحجج بمستحيل..

نهرب..! من متكلم الضمير إلى مخاطبه، لعبة الكلمات هذه مخادعة، أرمي إليك ما عجزت عن تسديده،

فتلك التجارب الفاشلة الي سترممها أنت، الخطة البديلة و الفرصة الثانية، جميعنا نحتاج أذنا صاغية لنعوض خيبتنا و نداري فشلنا، لنسند لوجودنا قيمة، و لنفخر أننا رغم ما بدر َ أن ّ لنا أثرًا، تركنا شيئا ما في شخص ما..

ذلك أن الأماكن التي زرتها، الأصدقاء الذين عرفتهم و كل المغامرات التي خضتها لم تكن سوى مجرد صدفة.. و كل اللحظات الأخيرة هي ما تصنع الفرق عندي،       و يبقى التغيير مجرد أمل.

سنة خلت أودعها و أخرى مليئة بالأحلام الخاوية استقبلها.. تلك بالنسبة لي فرصة لما عجزتُ عن تداركه، إذ أنني هذه المرّة لن ألقي بنفسي في هوة النسيان و لن ارتقب بطلا يخلصني من قيود نفسي..

آية الكحلاوي