À vos plumes
ما الذي يعجبك في إبنتي؟
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116
Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117
حكّ الأستاذ مصطفى مرابط خدّه ببطء، و هو ينظر إلى صحن السلطة. فيما كانت السيدة سهام زوجته تنظّم المائدة بخفّة. جلست خنساء في الطرف الآخر من المائدة مبتسمة لي حينما تلتقي نظراتنا. لم أعتد على العشاء خارج المنزل قطّ. رغم انني أعود عمّتي كثيرا، إلّا أنّ العشاء مع عائلة غير عائلتي يثير إزعاجي. و في كثير من الأحيان لا آكل كثيرا. لكن هاته المرّة كان الأمر مختلفا.
تناول الأستاذ مصطفى سلّة الخبز و رمقني بنظرته الخبيثة المعتادة، ثم أردف قائلا :
– قل لي يا درغام، ما الذي يعجبك في إبنتي؟
تطلّب الأمر منّي مهلة حتّى أستوعبت السؤال. و في الحين تذكّرت انّه الأستاذ مصطفى من يسألني، شخص لا تسطيع توقّع أسئلته. فأجبته بسرعة حتّى لا تسنح له الفرصة ليفكّر في السؤال التالي. الحوار مع هذا الإنسان أشبه بمكافحة جنائية.
– خنساء فتاة حسناء و دمثة الأخلاق.
كنت أتوقّع ان يخلّف سؤاله الغريب تغيّرات في نظرات خنساء و أمّها. إلّا أنهما واصلا تناول العشاء كأن شيئا لم يحصل. إزدرأت تفكيري المحدود. و تناولت الملعقة الأولى فيما كنت أنتظر سؤاله التالي.
– حسناء و دمثة الأخلاق هو كل ما يجعل شابا مثلك يعشق فتاة تكبره سنّا؟
في تلك اللحظة بالذات جلت ببصري في وجوه كل أفراد العائلة. زادني ذلك ذهولا إذ لم يتغيّر شيء. فقط إبتسامة سريعة من خنساء، لم تختلف كثيرا على سابقاتها. عرفت أنّه كان عليّ أن أستعدّ أكثر للعشاء مع صحفي مثل الأستاذ مصطفى.
واصلت تناولي لقطعة السمك. و أجبته بتهكم :
– ما الذي يجعلك متأكدّا يا أستاذ؟ هل أخبرتك خنساء بشيء ما؟
– كلّا لم تخبرني بشيء. فقط أردت أن أعرف هل أسبوعان يكفيان لأن يصاب الإنسان بداء الحب.
– كلّا يا أستاذ مصطفى, أسبوعا مراجعة لن يغيرا شيء. هي نظرة و أبتسامة تكفي.
– إذن هو حب النظرة الأولى.
– ربّما لا أدري حقّا ماذا كان.
– مالك لا تأخذ الأمر بجدّية؟
– بل أنا حقّا جدّي
طغى صوت الملاعق بعدما سكت الأستاذ لبرهة. ثمّ توجّه لزوجته و لم يكمل بعد مضغ ما في فمه من طعام:
– كم تمنّيت ان تكون إبنتنا مثل درغام هذا.
أجابته و هي تنظر لي ببراءة أورثتها في خنساء:
– حقّا إنه فتى فطين و حاد الذكاء. ماهو طموحك يا درغام؟
– أريد ان أصبح مثل الأستاذ مصطفى. صحفي في جريدة الرأي.
ضحك الأستاذ مصطفى حتى خلت أنه سيموت مختنقا باللقمة التي لم يبتلعها بعد، ثم واصل :
– أنه ذكي و فطين و هاهو يتملّق، يا فتى، سترافقني إلى المقهى بعد العشاء.
– كلّا يا أستاذ، لا أستطيع.
– لم أدعوك، أنا أمرتك. كيف ترفض أوامر قدوتك؟