Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 12

Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 12
لا تقرب المكتبة أيام الأحاد – Insat Press

À vos plumes

لا تقرب المكتبة أيام الأحاد

Published

on


Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116

Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 116

Notice: Undefined variable: post in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117

Notice: Trying to get property of non-object in /home/insatprecm/www/wp-content/themes/insatpress2019/amp-single.php on line 117

حاولت بكل ما أوتيت من قوة نفسية أن أستعيد وعييِ بعد أن غبت عن هذه الحياة بعض اللحظات. لا أدري كم دامت اللحظات, يمكن أن تكون بضع ثوان, كما يمكن أن تكون دقائق, و من يدري لعلّها تكون ساعات.
كان الأمر أشبه بالحلم, لا تدري من أين بدأ, و لا تذكر الأماكن و لا الوجوه. كل ما تستطيع ذاكرتك أن تسعفك به هو الإثارة و صيرورة الأحداث. فيما الفارق بين مقامي و مقام النائم هو أنّي لم أتجرأ على أن أغمض عيني. كيف أقطع تدفّق نظراتها و هو منبع الخيال؟
كثيرون هم من يحسبون أن العيون مقياس الجمال لدى المرأة, بينما أنا أخشى العيون. أخشاها لما فيها من عوالم و بحار لن تجد فيها لا دليلا و لا سبيلا.
طقطقتْ بإصبعيها لتوقظني من غفوتي, فتداركتُ موقفي بسرعة و عدت لكومة الأوراق المكدّسة أمامنا في المكتبة. كم أحببت الدراسة في الآونة الأخيرة.
دفنت عيني في أوّل درس و عدت لأقرأ العنوان على مسامعها مرّة أخرى بصوت ملؤه الثقة و الجدّية. فقاطعتني قائلة :
– لقد عرفنا أن عنوان الدرس هو الإنّية و الغيرية, كم ستعيد قراءته من مرّة؟
قالت بعد أن سحبت الورقة من أمامي ثمّ واصلت:
– لقد كنت مخطئة حين حسبت أنّك ستراجع معي بجدّية. فتبيّن أنك تريد أن تقضّي المساء تنظر لي بتلك النظرات البلهاء.
– عليكِ ,إن أردتني ان أساعدكِ على فهم الفلسفة, أن تتركِ عينيكِ في المنزل. أقولها بصراحة : إنّهما يشكّلان تهديدا على تركيزي.
– أين أجوبتك السريعة, و تحليلك المنطقي, و إطناب الأستاذ عليك؟ لو رآك مسيو في هذه الحالة لخاب أمله.
– لو رآني مسيو كم تحمّلت و قاومت لعجب من رباطة جأشي..
– اسمع, اقتربتُ من سن اليأس, و قد قضّيتُ ثلاث سنوات في الباكالوريا فقط, حتّى ملّ الأساتذة و القيّمون منّي. بينما أنت ,تبارك الله, كاد المدير يحلف باسمك البارحة. يا أخي حرام عليك , لم تترك مادّة إلّا و احتقرت من شأنها و نلت العلامة الكاملة فيها, ثمّ تأتي لتلهيني عن ‘قرايتي’ بكلامك المعسول. لولا إلحاح والديّ لما بقيت معك دقيقة.
– يكفي من هذا الخطاب المكرّر. أنا أحتاجكِ و أنت تحتاجينني. لم أجبركِ على القدوم على كل حال.
– فيما تحتاجني أيها الأبله؟ ثمّ حاول أن تكبح جماح نظراتك البلهاء هذه. لعن الله البخت الذي أجبرني على المراجعة مع مخلوق مثلك. مكاني الآن في بيت زوجي.
– لكنّك في الواقع بين يدي فتى يصغرك بخمس سنوات, لا تغذّي روحه إلاّ نظراتك, و لا يخجل من أن يصف عينيك.
– عليك أن تشكر الله أنّي لم أزرّق لك عينيك في المكتبة العمومية, فتصبح قصّتك على كل لسان.

Made with ❤ at INSAT - Copyrights © 2019, Insat Press